حركة الانقلاب 'حماس' شأنها شأن غيرها من الأحزاب والحركات السياسية الإسلامية !! ولا أقصد من قولي إسلامية أي تمثل الإسلام أو أنها هي الإسلام كما يزعمون ! بل أقصد بالإسلامية أي المتأسلمة !! والتي تستخدم من الإسلام ستار أو شعار نعم فقط شعار !!
وإلا فهل في الإسلام ما يسمى بالأحزاب أو الفرق أو المليشيات أو تلك الجماعات !! وإن كل هذه الحركات والثورات الإسلامية زعموا ما هي إلا حركات سياسية قلباً وقالباً ولكنها تلبس لباس الدين والإصلاح والتغيير !! كغيرها من الحركات السياسية التي ظهرت عبر عصور الإسلام من الخوارج والشيعة والمعتزلة .. فكل أولئكم كانوا أصحاب أهداف سياسية ومآرب دنية ولكن ألبسوها ثوب الدين ألا لعنة الله على من فرق دينه وجعل الدين مطية لأهداف حزبية وفئوية ضيقة !!
ثم إن هذه الحركة أبعد ما تكون عن تطبيق الإسلام فيما بينهم فضلاً على أن يطبقوه بين الناس !!
وإلا فما الذي يمنع حماس من أن تقوم بتطبيق الشريعة الإسلامية السمحة بين الناس ؟!
وهذه الحركة تملك من القوة والمال والرجال والطرق الدستورية !! ( كما يقولون الشعب حماس وأكثر من 65 % من الشعب صوت لحماس وثلثي المجلس التشريعي حماس ) فما الذي يمنعها من إلغاء جميع القوانين والأنظمة التي تخالف الإسلام ؟!! وأن تجعل الشريعة الإسلامية هي فقط مصدر التشريع الذي كانوا به يوماً ينادون أقصد يتاجرون تحت شعار الإسلام هو الحل والحل هو الإسلام !!
( عقدت حماس سلسلة من المحاضرات ليوسف فرحات المتحدث باسم الحركة في المنطقة الوسطى بعد فوزها بالإنتخابات بعنوان لماذا لا تطبق حماس الشريعة الإسلامية !! ومن قبله خرج الزهار في عدة لقاءات صحفية وفضائية يقول : أن القانون الفلسطيني يستمد أكثر من 80 % من أحكامه من الشريعة الإسلامية !! وإذا كان الأمر كذلك فلما الإصلاح والتغيير !! مع العلم أن واضعوا القانون كما يقولون العلمانيون !!
فبالله عليكم ما الفرق بينكم وبينهم أيها الدجالون !! )
نعم إن الإسلام هو الحل ولا حل بغير الإسلام ولكن .. ليس إسلام حماس الحزبي المشوه المحرف والمبدل بل الإسلام الذي أنزل على قلب محمد دين الرحمة والهداية والمغفرة دين المحبة والسلام دين التسامح والعدل والإنصاف .. نعم إن هذه هي أبزر سمات هذا الدين القيم فأين هم منه ؟!
إن الدين الذي يتكلمون عنه هو الإسلام السياسي الحزبي الذي يربون أبناءهم عليه من غش وخداع وحقد وكراهية على كل من ليس منهم !! وإستهانة بدماء وأعراض المسلمين .. تحت عنوان ماذا يعني إنتمائي للإسلام .. أقصد للحزب أو للحركة !!
ألا لعنة الله على من فرق دينه وجعله شيعاً !!
ولا عجب ..
عندما يكون الظلم والطغيان .. باسم العدل والإنصاف والإحسان !!
عندما يكون القتل والإفساد .. باسم التغيير والإصلاح والرشاد !!
عندما تكون الفئوية والمحسوبية والحزبية .. باسم النزاهة والشفافية !!
عندما يكون الإقصاء والوظيفي والسلامة الأمنية .. باسم حسن السير والسلوك والمقابلة الشخصية !!
عندما يكون البطش والتنكيل .. باسم الحرية والحيادية والمهنية !!
عندما يكون اعتقال المجاهدين والمقاومين .. باسم مصلحة الشعب والدين !!
عندما تكون أنت الخصم .. والحكم .. والجلاد وآلة الإعلام !!
هل يظن أحد أنه سيبقى للحقيقة مكان ؟!! لا والله ..
نعم إن حركة حماس قد تحولت من حركة إسلامية !! إلى شركة مقاولات فلسطينية !!
نعم سقطت الأقنعة الزائفة عن وجهها وخلعت جلد الحيَّات عن جسدها وبانت النيَّات !!
نعم قبلت حماس بما رفضته منذ أكثر من عشر سنين شأنها شأن غيرها من الحركات الفلسطينية ... ولكن كان من السهل عليك يوماً أن تقول هذا ظلم وهذا طغيان .. وهذا تفريط وهذا خسران .. وهذه عمالة وهذه خيانة !!
لكن اليوم .. المقاومة هي التي تمنع المقاومة !!
والعمالة لشيعة إيران .. هي التي تمنع العمالة للأمريكان !!
والارتباط بالبيت الأسود ( مدينة قم إيران ) .. هو الذي يمنع الارتباط بالبيت الأبيض !!
والتنيسق الأمني مع ملالي إيران .. يمنع الارتباط والتنسيق لغير طهران !!
كما قال المثل لا يقطع الشجرة إلا أحد أغصانها !!
وإن المفاوضات التي كانت محرمة قبل أكثر من عشر سنوات ( أوسلوا ) لم تكن محرمة لأنها تنازل عن الحقوق والواجبات !! أو لأنها تفريط بالثوابت والمسلمات !!
بل حرمت من أجل من سيجلس ويتنازل عن هذه الحقوق والواجبات .. نحن !! أم هم ؟!
وأن خيار الأرض مقابل السلام !! أصبح اليوم مع موسم التنزيلات .. والتخفيضات !! أصبح اليوم الأمن مقابل .. (؟!! ) ( 6 ك غاز للطبخ + 10 لتر سولار وربما يكون معهم قليل من الطحين وشيء من البنزين !! ) .
لكن دعونا نقولها لكم بصراحة .. أنكم كلكم تجار غشاشون مخادعون .. تتاجرون بالوطن والدين !!
وإن اختلافكم مع غيركم لم يكن يوماً من أجل شعب أو وطن أو دين فهذا كله منكم كذب وافتراء .. بل كان من أجل كرسي ومنصب وسيارة ..
وإن حديثكم عن الوطن !! إنما هو عن موقعكم في هذا الوطن !! ( هل هو فوق الوطن ؟! أم أن الوطن فوقه ؟! فإن كانت الأولى فخير من استئجرت القوي الأمين ؟! وسلام لك يا وطن .. وإن كانت الثانية فالوطن بحاجة إلى تغيير وإصلاح !!
أقولها لكم بصراحة إنكم كاذبون مكذبون كذابون !!!