لعل التوامين، ايران واسرائيل من اكثر الدول التي استفادت من فوز حركة حماس في الانتخابت التشريعية، فاسرائيل وجدت في فوز حماس فرصة لا يمكن تفويتها لاضاعة فرصة عملية السلام وادخالها في متاهات كبيرة، وايران وجدت بحماس الطعم الحقيقي الذي ستمتد من خلاله الى باقي الدول العربية وخاصة الخليج العربي لاقامة دولتها الفارسية.
ما ساعد ايران في هدفها، الحصار الذي ضرب على اللسطة الوطنية وحكومته التي تراستها حركة حماس ومقاطعتها عربيا ودوليا، فحاولت ايران ان تقوم بدور الام الحانون والحاضنة لهذه الحركة في ظل توقف المساعدات لها، وفتحت ابواب قصورها لها في مسعى منها لالتقاط هذه الفرصة التاريخية، وبدات بترويض حماس التي كانت الاكثر تاثيرا على الساحة في بداية تسلمها زمام الامور من خلال اغراقها بالاموال والسلاح والدعم السايسي.
الامثال العربية يبدو انها تصلح لكل زمان ومكان وصدق المثل الذي يقول: “اطعم الثم تستحي العين”، فايران اغرقت حماس بالاموال والسيارات والسلاح، فما كان من رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل ان قال “إن حماس هي الابن الروحي للإمام الخميني” وهذا ما رصدته وسائل الاعلام العربية والدولية عن مشعل وفسره محللون بانها تصريحات تتماشى مع المخطط الايراني الذي ترسمه وتزداد وتيرته تباعا.
فوز حركة حماس جعلها لقمة سهلة للتجربة الايرانية الطائفية والتي ترتكزعلى الفكر الشيعي الصهيو امريكي فمعطيات كثيرة دللت على الاهداف التي تسعى لها ايران في الوطن العربي، بداية من تاسيس مجلس شيعي اعلى في فلسطين على يد محمد غوانمة ليبدأ التغلغل الشيعي عمله الرسمي تحت مظلة هذا المجلس.. في محاولة للإيحاء بوجود عدد كبير من أتباع المذهب الشيعي في فلسطين.
وسعيا من ايران للدور الذي تقوم به في تشييع الفلسطينين الذين يغلب عليهم الطابع السني ، وليس هناك ما يدلل على وجود شيعة، ظهرت في الاونة الاخيرة شبكات الكترونية تتبنى في خطابها واسلوبها الفكر الشيعي ونهجهم ومعتقداتهم الدينية.ومن تلك المواقع التي ظهرت امة الزهراء التابع لشبكة الابدال العالمية ، والذي بدأ بثه على شبكة الانترنت انطلاقا من غزة والذي يهدف الى بث الدعوة والثورة الإسلامية وفكرولاية الفقيه في الذات الفلسطينية.
كثرون من يدافعون عن ايران الى حد المغالاة، فمنهم من يزعم انها غيورة على المصالح العربية والاسلامية، وان دورها ليس اكثر من حماية الاراضي العربية ومحاربة الامبريالية ، ومنهم من يشجب ويستنكر مطالبة أيران بأنهاء احتلالها لجزر الامارات العربية المحتلة، ويقول أن بقاء الجزر بيد أيران افضل من وقوعها بأيدي الامريكان أذا أنسحبت منها أيران.
يبدو ان هناك قليلون من يدركون حقيقة أن الاحتلال الايراني لأي أرض عربية هو احتلال أستيطاني، يباشر على الفور في أستجلاب سكان أيرانيين لتغيير هوية الارض والسكان وضمها للأبد، وهذا ما حصل في جزر الامارات الثلاث التي لم يبق من سكانها أحد وتم استيطانها من قبل أيرانيين كما يفعل الاسرائيليون في فلسطين.
لماذا تكون ايران غيورة على العرب في لبنان وطاغية لاترحم العرب في والعراق وجزر الامارات العربية، اليست هي من تدعم قتل المسلمين السنة في العراق وتسلح الميليشيات ، فليس هناك فرق بين الدور الاميركي والايراني في العراق فكلاهما مكمل للاخر والاثنتان تسعيان لمصالحهما.
ايران ذاتها كذبت كل الذين يظنون انها تسعى لحماية العرب والمسلمين وتؤكد على اطماعها بعد ان صرح احد مستشاري المرشد الأعلى في إيران وقال واهم من يظن ان ايران فيها خيرا للعرب.
وما يدعم ذلك المظاهرة التي نظمت مؤخرا في الامارات العربية المتحدة من قبل ايرانين وشيعية احتجاجا على قيام السلطات الإماراتية بتغيير اسم الخليج الفارسي، الى الخليج العربي، والاحتجاج ضد غوغل التي اعتمدت اسم الخليج العربي بدل الفارسي.
استغلت ايران الصراع العربي الاسرائيلي وخلقت حزب الله الذي نفذ قبل فترة وجيزة انقلابا في لبنان، كما دعمت حماس التي صنعها اسحق رابين، ونفذ انقلابا في غزة ، وهو الان يقتل ويدمر ارض وشعب العراق وجرد جزر الامارات الثلاث من عروبتها.
ايران عدوه للعرب قبل ان تكون عدوه للغرب والاطماع الايرانية هي الامتداد الى الدول العربية فاطماع ايران واضحة منذ عصور وليست وليدة الساعة .
بقلم الكاتب الصحفي حيدر دغلس