القاهرة- فراس برس: في خطوة غير مسبوقة، انجز فريق تلفزيوني فلسطيني اول مسلسل عائلي من عشر حلقات (زمن كل حلقة نصف ساعة) يتوقع ان يثير ردود فعل كثيرة مع عرضه في اول ايام شهر رمضان الكريم. وقصة المسلسل بسيطة لكنها تستحق ان تروى حينما تصورالكاميرا سيارة من نوع "بي إم دبليو" حمراء لامعة بلوحة ارقام صفراء وقد بدأت في السقوط. والهدف من ذلك رواية كل ما تريد ان تعرفه عن سائقها الشاب ذي الشعر الناعم عبد الله، الهادئ في مظهره لكنه الثرثار المتبجح الذي لا يمكن الوثوق بهم عندما يتعلق الامر بالفتيات الشابات. وتذكر صحيفة "ذي تايمز" اللندنية في تحقيق نشرته حول المسلسل في عددها الصادر اليوم السبت ان سير احداث المسلسل تكشف اكثر فاكثر ان عبد الله أبعد ما يكون عن الانسان الصالح بالنسبة لمعشوقته الفتاة الطيبة سمر. ومع تسلسل الاحداث تقع الفتاة الطيبة بين ايدي الشاب الخطأ، لكن هذا الامر ضمن اطار المناجاة الفلسطينية يحظى برنين مختلف تماما.ولكي تدرك المزيد عن المنطقة، فان السيارات الاسرائيلية مثلا التي تحمل لوحات ارقام صفراء والتي يسمح لها بالمرور عبر مناطق لا يسمح فيها بمرور السيارات الفلسطينية ذات الالواح البيضاء، انما هي بوجه عام سيارات مسروقة لغرض الفسحة في الضفة الغربية. والقليل من سكان الضفة الغربية من يملك سيارة "بي إم دبليو" فارهة او يطلي سيارة مسروقة باللون الاحمر. فاللون ليس الا شعاع لجلب العواطف اكثر منه امرا واقعيا.ومسلسل "مطب" يعرض حياة فلسطينيين يعملون في منظمات غير حكومية، يؤمل في ان يكون الند في الضفة الغربية لمسلسل "ايست اندرز" (أو سكان الحي الشرقي) البريطاني. ومخرجو "مطب" يهدفون الى الدخول الى نوع من الواقع الاجتماعي الذي اضفى على المسلسل البريطاني أهميته.يقول المنتج فريد مجري وهو مدير معهد غوته الثقافي الالماني افي رام الله لذي قام بتمويل الحلقات بالمشاركة مع مؤسسة التنمية الالمانية والمفوضية الاوروبية وحصل على 170 الف يورو (292 الف دولار): "اتخذنا مما شاهدناه هنا في لندن اساسا لمسلسلنا، وأقمناه على اساس احوالنا الحياتية وما سمعناه من الناس في الطرقات".ويضيف أنه بدلا من مشاهد "الطرف الشرقي" للندن "تعاملنا مع قضايا استوحيناها من الحياة اليومية في عاصمة الضفة الغربية مدينة رام الله، بدءا من المرور عبر نقاط التفتيش الاسرائيلية الى الاعتماد على المنظمات الغربية الدعم من اجل العمل".يبدأ عرض المسلسل الاسبوع المقبل في اليوم الاول من شهر رمضان المبارك، ويأمل منتجه ان يترك بصماته في سوق المسلسلات الهادئة التي تسيطر على التلفزيونات في انحاء العالم العربي. كما انه يرى ان الفكاهة فيه ستأخذه بعيدا عن المنافسة، فهو يعرف انه لن يترك طابعه واضحا عل اساس قيمته الانتاجية. وقد خصصت للحلقات العشر التي يتكون منها المسلسل ميزانية تقل عن مائة الف جنيه استرليني. وهو ما يمكن لمسلسل "ايست اندرز" ان يصرفه على حلقة واحدة.والامر بين وواضح. فكاميرا واحدة تقوم بتصوير الحوار بين الشخصيات بالانتقال من مشهد الى اخر. اما المشاهد فإن من الواضح انها صورت في عين المكان وليس داخل استوديوهات اقيمت خصيصا للمسلسل. غير ان القيمة الكبرى لمسلسل "مطب" تكمن في انه فريد من نوعه. فرواية القصة والمشاهد الهزلية عن الحياة تحت الاحتلال ستلقى هوى في نفوس مشاهديه في الداخل اكثر من المسلسلات ذات الميزانية الكبيرة أيا كان مصدرها في العالم العربي، وهو بالنسبة للمشاهد الخارجي يستحق نظرة لمعرفة شيء عن عالم "مطب" الخاص.