أكد الرئيس محمود عباس اليوم ' أن السلام مع إسرائيل لن يتحقق بدون تحرير جميع الأسرى , وتبييض السجون من أحد عشر أسيرا فلسطينيا , مشيرا إلى أن قضايا الوضع النهائي بما فيها القدس واللاجئين والحدود والمياه والمستوطنات جميعها مطروحة على طاولة المفاوضات قائلا:' إما أن تحل دفعة واحدة أو لا نقبل حلا جزئيا '.
وقال الرئيس في كلمة ألقاها في حفل استقبال الأسرى المحررين بمقر الرئاسة بمدينة رام الله ' أننا طلاب سلام , ونسعى لتحقيق ثوابتنا الوطنية جميعا , ولن يكون سلام بدون تحرير كافة الأسرى , والذين نسعى دوما للإفراج عنهم'.
وأكد عباس أن جميع الأسرى على سلم أوليات القيادة الفلسطينية متذكرا المناضل الأسير مروان البرغوثي وأحمد سعدات وقال :' ونحن أهل الوحدة الوطنية نتذكر عزيز دويك لأنه رئيس المجلس التشريعي وممثلنا ويجب أن نسعى وسعينا من اجل إخراجه وجميع الأسرى من سجون الاحتلال'.
وأردف الرئيس في كلمته أمام الأسرى ' نرى اليوم بيننا المناضل سعيد العتبة , وأبو علي يطا , والنائب حسام خضر ومئة وثمانية وتسعين بطلا من ابطال الشعب الفلسطيني , وتغمرنا الفرحة بخروج هذه الكوكبة من الأسرى ولكن يبقى في قلبنا حزن على أن 11 ألف أسير لازالوا ينتظرون ولن يهدأ لنا بال إلا إذا حرروا جميعا وبيضت السجون'.
وكان الرئيس عباس على رأس مستقبلي الأسرى المفرج عنهم في مقر المقاطعة برام الله, في مظهر امتزج فيه الفرح بعودة 198 أسيراً بالحزن على بقاء قرابة 11 ألف أسيراً آخر خلف القضبان.
وكان في مقدمة الأسرى المفرج عنهم الأسير سعيد العتبة عميد الأسرى الفلسطينيين الذي أمضى 32 عاما في سجون الاحتلال, والذي وضع إكليلا من الزهور وقرأ الفاتحة على ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات, وكذلك الأسير أبو علي يطا الذي أمضى 28 عاماً في سجون الاحتلال, والنائب حسام خضر الذي أمضى ست سنوات في الأسر.
واصطف الأسرى وهم يدخلون المقاطعة, وكان الرئيس عباس على رأس المهنئين, فيما كان رجال الأمن المتواجدون بكثافة يحولون دون تدفق مئات المواطنين إلى بشكل عفوي إلى المكان المخصص للاستقبال الرسمي.
وتوجه الأسرى إلى ضريح القائد الراحل أبو عمار وقرءوا الفاتحة على روحه, فيما سارع آخرون لعناق ذويهم, الذين انتظروهم في ساحة المقاطعة, منذ الصباح الباكر.
وكان في استقبال الأسرى المحررين العشرات من القيادات الفلسطينية في مقدمتهم أمين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم ونواب المجلس التشريعي وأعضاء السلك الدبلوماسي بينهم السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية بالإضافة إلى آلاف المواطنين الذين احتشدوا في مقر المقاطعة لاستقبال الأسرى الأبطال .
وكانت الحافلات التي تقل الأسرى المحررين الـ 198 وصلت صباح اليوم إلى معبر بيتونيا غرب مدينة رام الله . وترجل الأسرى من الحافلات الإسرائيلية فور وصولهم لأرض الضفة الغربية مقبلين أرضية المعبر، معبرين عن فرحتهم بالحرية، فيما أحتشد المئات من ذويهم مستعدين لاستقبالهم.
واستقبل وزير شؤون الأسرى والمحررين أشرف العجرمي يرافقه عدد من القيادات السياسية والنواب والأمناء العامين للفصائل، موكب الأسرى والمحررين الذي وصل إلى معبر بيتونيا غرب مدينة رام الله .
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي أفرجت صباح اليوم الاثنين عن سراح مئة وثماني وتسعين أسيراً فلسطينياً بموجب قرار اتخذته الحكومة الإسرائيلية كبادرة حسن نية إزاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وأفادت مصادر الأسرى في سجن عوفر الإسرائيلي ' أن إدارة السجون الإسرائيلية عدلت عن الإفراج عن أحد الأسرى،تحت ذرائع واهية، وبذلك يصبح عدد الأسرى المفرج عنهم 198، بدلا من 199 أسيرا كما أعلن عنه سابقا '.
ومن بين الأسرى المفرج عنهم عميد الأسرى الفلسطينيين سعيد العتبة، وأبو علي يطا احد الأسرى القدامى، وحسام خضر القيادي في حركة فتح .
وكانت مدينة رام الله قد ازدانت منذ ساعات الصباح الباكر بالأعلام الفلسطينية،وشوهدت عشرات الحافلات القادمة من مختلف المحافظات،متجهة إلى معبر بيتونيا، لاستقبال الأسرى،المقرر الإفراج عنهم، قبل ظهر اليوم.
وأفاد شهود عيان أن آلاف المواطنين توافدوا تجاه المعبر،لاستقبال أبنائهم الأسرى،حيث سيجري لهم استقبال شعبي على معبر بيتونيا، قبل انتقالهم إلى مقر المقاطعة،حيث سيستقبلهم الرئيس محمود عباس، وعدد من الشخصيات السياسية، وممثلي الفصائل.
وكانت اللجنة الوزارية الإسرائيلية, المعنية بقضية الأسرى الفلسطينيين, برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت,قد صادقت الأحد الماضي على الإفراج عن199 أسير فلسطيني, بينهم أبو علي يطا وسعيد العتبة والنائب عن حركة فتح حسام خضر.
وتأتي عملية الإفراج خاصة أنها شملت لأول مرة أسرى قدامى وممن تتهمهم إسرائيل بعمليات قتل ضمن المساعي الحثيثة التي يبذلها الرئيس عباس والوفد المفاوض للإفراج عن الأسرى في السجون والتخفيف من معاناتهم.