رام الله-فلسطين برس-وكالات- انفجر الجميع بضحك طويل ومتواصل، عملاً بالمثل القائل (شر البلية ما يضحك) حين سرد (أحمد) ما حدث في صفه باليوم الثامن لإضراب المعلمين .
احمد في الأول الثانوي قال :" دخل المدرس الحصة الأولى وطلب منا أن نخرج كتاب العلوم، قلنا له لم نستلم كتب العلوم قال أنا اشرح لكم ، بدأ بالشرح ولم نفهم منه شيء ، انتهت الحصة الأولى حضر أستاذ آخر وقال لنا اخرجوا كتاب العلوم :قلنا لم نستلم كتب والحصة الأولى أخدنا علوم قال يا شباب زيادة الخير خيرين وشرح إلى قدر عليه ، اجت الحصة الثالثة حضر أستاذ ثالث قال :السلام عليكم طلعوا كتب العلوم قالوا هذه ثالث حصة علوم يا أستاذ قال (معلش علشان أول السنة وفي لخبطة بالبرنامج ) ..وهيك درسوا طلاب الأول الثانوي بإحدى مدارس خانيونس 3 حصص علوم بيوم واحد بدون كتب أو توزيع حصص والأساتذة مواسرجي كان بالحارة وآخر بياع بهارات بالسوق.
(أمل) في الصف الخامس الابتدائي تكررت معها نفس القصة ولكن بدرس اللغة الانجليزية فقالت حضرت المدرسة وقالت اخرجوا كتب الانجليزي قلنا لم نستلم قالت حسنا أنا اشرح بدون كتاب وبالطبع لم نفهم منها شيء ، وبعد أن انتهت الحصة غادرت ، وفي الحصة الثانية جاءت معلمة أخرى منقبة ولم ترفع النقاب عن وجهها وقالت لنا سأشرح لكم الآن درس انجليزي قلنا لها قبل قليل انتهينا من درس انجليزي المعلمة فقالت ' معلش مهي الأبلة الي قبلي ابوها الي بعتها مش المدرسة الي جبتها 'وأضافت (أمل) بنت الصف الخامس ' بقية اليوم بيعلمونا الصلاة' .
قصتان مضحكتان مبكيتان رواها طلابنا وعلى ما يبدو أن كل ما ترغبه حماس في قطاع غزة هو نشر 'التلوث العقلي'للأجيال الناشئة هذا التلوث الذي يرتكز على الثالوث المرعب ' التجهيل والتطرف والعنصرية' .
لليوم التاسع على التوالي ،أي منذ الأحد الموافق 24/8/2008 ..إضراب عام في قطاع التعليم يشمل الآن قطاع غزة بعد أن قررت حماس إخضاع هذا القطاع لمعاييرها لمسماها وصبغتها الحزبية الخاصة وقامت بالسيطرة على مقر اتحاد المعلمين بالإضافة إلى حملة اقصاءات واسعة لمعلمين ومدراء مدارس أمضوا عشرات السنين في خدمة التربية والتعليم و(أحلّت)مكانهم عناصر جدد يتبعون لها .
ولأن نسبة الإضراب في قطاع التعليم وصلت إلى 95% فان حماس استعانت بكل من هب ودب لخدمة هذا القطاع الحساس والذي عليه تبنى أساسات الأجيال القادمة.
فقد هرع الخريج والعاطل عن العمل والمواسرجي والتاجر وسائق التاكسي وحفظة تعاليم حماس بالمساجد وربة البيت وطالبة الجامعة جميعهم هبّوا لنجدة قطاع التعليم لإنقاذه من قرار هؤلاء المعلمين المستنكفين عن العمل دفاعا عن حقوقهم والانتهاكات المتواصلة بحقهم .
ولم تستكفِ حماس بقرارات الإقصاء والخطف والاحتجاز بحق هؤلاء المعلمين بل تعالت أصوات من حماس تنادي بتكفيرهم وتحميلهم مسئولية خيانة الأمانة .
وللحق فد أثبتت حماس أنها سيدة من يقطف الثمار دائماً فالموضوع الدائر للنقاش الآن هو نتائج هذا الإضراب في القطاع التعليمي وآثاره على الطلاب ومستقبلهم ..وتناسى الجميع سبب هذا الإضراب.مثلما تناسوا أن مربي أجيال أفاضل خطفتهم حماس وعذبتهم في أقبية زنازينها لتدفعهم لكسر الإضراب.
أهم لبنة في أساسات البناء الفلسطيني تتداعى ، الطلاب ينظرون إلى مستقبلهم بعين الخوف والقلق ، حماس لا تنتبه إلا لتأسيس مشيختها بأدواتها الخاصة.. والمواطن المسكين يشعر بأنه وحيد أو كأنه يعيش في منفى ما عليه إلا أن ينفذ أوامر مضيفيه.