بقلم /حسن عصفور
بلا مقدمات ظهر شريط مصور لتدريب ما يسمى'جيش الأمة'في قطاع غزة،مجموعة تدعي انها تستلهم فكرها من تنظيم القاعدة'،وخلال ذلك الشريط الذي ابرز تدريب المجموعة ولقاءات مع بعضهم،تحدثوا عن أهدافهم بلا أدنى ارتباك او حذر أو ما يحزنون...
الشريط الذي تم'الاعلان'عنه عبر وكالة رويترز جاء ليطرح العديد من التساؤلات لسلوك حماس في القطاع، ولماذا سمحت لهذه 'المجموعة'(غريب كان ظهور بعضهم بلا أي لثام)بالتدريب والعمل،ثم السماح لهم بالتصوير والكلام..وبعدها تعلن اعتقال من تحدث في الشريط ملقباً نفسه أبو حفص، المسألة من أولها تبدو كمسرحية تفتقد ابسط أشكال الكتابة المحكمة أو التمثيل في درجاته البدائية،ولكن ما هي أسباب حماس'التي قادتها لأن تسمح لهذه المجموعة بذلك الظهور المسلح العلني والاعلامي،ثم تعلن انها اعتقلت 'ابو حفص'القيادي فيها،هل الرسالة موجهة للفلسطيني في قطاع غزة بأنها وصلت الى اليد التي استخدمتها في التفجيرات الداخلية خاصة المقاهي وبعض الاستراحات وممتلكات لمسيحيي قطاع غزة ، مكتبات ، مدارس ، صيدليات، جمعيات، محلات حلاقة وغيرها ، هذا الجناح الذي قدم خدمات ارهابية جليلة قبل الانقلاب وبعده لأطراف حمساوية،بات معروفا لأهل القطاع من هم هؤلاء ومن يقف وراءهم بالتدريب والمال والتسليح والافراد، لذا يبدو ان الرسالة موجهة الى طرف آخر، موجه الى الجارة اسرائيل ، خاصة بعد الارتباك العام الذي انتاب حركة حماس اثر اطلاق سراح مجموعة من الاسرى الفلسطينيين بالآونة الأخيرة الأمر الذي دعاهم لابراز تشدد جديد في شروط صفة شاليط ، ولم توافق اسرائيل فارتبكت الصفقة،وهنا ارادات حماس ان تبرز الوجه الآخر الذي تختزنه عبر مجموعات 'كجيش الأمة'بأن هناك من يمثل خطراً الا ان حماس قادرة على مواجهته اذا ما أحسن التعامل معها .
ومن جهة أخرى وهي ترسل تلك الرساله الى إسرائيل فإنها تواصل رسالتها الارهابية الشامله القمعية ضد القطاعين التعليمي و الصحي في محاولة لكسر اضراب انطلق نقابياً لمواجهة معركة سياسية ارادتها حماس، لفرض منطق الاقصاء'و'الاحلال'كسياسة وظيفية حمساوية جديدة تصبح قاعدة التعامل في القطاع المدني لاستكمال المفهوم الانقلابي الذي بدأ في حزيران الاسود 20007.
فهذا الحق المدني المشروع للنقابات او للقطاعين والمستند الى كل القوانين والأحكام الإنسانية الدولية والتي لا يعرفها الظلاميون ولا الفاشيون ولا حلفائهم انما جاء دفاعا عن حق لا يجوز لأي كان ان يتنازل عنه او يتجاهله مهما كانت الظروف،فحرب حماس على القطاعين الآن ليس دفاعا عن حق انسان في علاج او في تعليم ،والا لتوقفت عن سياستها في الاقصاء والاحلال ، ويجب الا تخدعنا مظاهر الاستغلال الإنساني التي باتت هي الصفة العامة لسلوك حماس، تستخدم الانسان لتمرير مشروع انقلابي فكما الحصار كان وسيلة استغلال لتمرير صفقة بقائها في السلطة مع اسرائيل،هي تستكمل حربها لاقصاء كل من هو ليس معها في القطاعين ، محاولة كسر 'الكرامة الوطنية' الباحثة عن حماية المشروع الوطني، وهنا يجب ألا تقودنا ا لاجتهادات في اختلاف المواقف عن رؤية تلك الحقيقة ويجب ألا يستخدم الاستغلال الانساني لتمرير مؤامرة سياسية .
من هنا يبدأ النقاش وليس غيره