تحدّث عن محاصرة المقاطعة وغياب عرفات وعلاقاته برؤساء الحكومات الاسرائيليين... دحلان لـ «الحياة»: «حماس» رهينة إيران والقضية مهدّدة والحل بالانتخابات
جنيف - غسان شربل الحياة - 30/08/08//
حذّر القيادي الفلسطيني محمد دحلان من أن القضية الفلسطينية تمرّ حالياً بمرحلة هي الأخطر منذ 1948. وأشار الى ان الانقسام السياسي والجغرافي والنفسي بين غزة والضفة يتعمّق، و «القضية الفلسطينية لم تعد محط اهتمام الجمهور العربي أو حتى القادة العرب»، لافتاً الى «استفراد اسرائيل بالساحة الدولية حيث لم تعد لنا كلمة».
وكان دحلان، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني وعضو «المجلس الثوري» لحركة «فتح»، يتحدث الى «الحياة» في إطار سلسلة «يتذكر» مستعيداً محطات عاشها الى جانب الرئيس الراحل ياسر عرفات، وبعد غيابه.
وقال: «حماس كانت تنظر بعين سلبية الى الرئيس أبو عمار. خوّنوه وأساؤوا إليه ودمّروا مشروعه السياسي في كثير من الأحيان. لم يحدث أن ذهب الرئيس أبو عمار في زيارة رسمية الى أوروبا أو الى واشنطن إلاّ وجهّزت له «حماس» عملية تحت بند النضال، والهدف إحراجه وإظهاره ضعيفاً». وأضاف أن عرفات هو «الفلسطيني الوحيد الذي عرف حماس أكثر منّي» وأدرك باكراً أن برنامجها ليس فلسطينياً.
وحمل دحلان بعنف على «حماس» واعتبرها «رهينة لدى إيران»، مشيراً الى ان «الإمارة» التي أنشأتها في غزة كلّفت الفلسطينيين مئات القتلى والجرحى، فضلاً عما ألحقته بالقضية برمتها. ودعا الى «إنقاذ حماس من نفسها» وورطتها و «إمارتها» على رغم كل الجروح، معتبراً ان مبادرة الرئيس محمود عباس التي تدعو الى قيام حكومة انتقالية وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية هي الخيار الوحيد للخروج من المأزق.
وكشف دحلان، في الحوار الذي يُنشر على حلقات، ان مفاوضات كامب ديفيد انهارت بسبب القدس والحرم الإبراهيمي وليس بسبب اللاجئين. وأوضح انه حضّ عرفات على قبول وثيقة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون «لكن عرفات تردّد». وقال ان عرفات كان الأجرأ في التفاوض مع اسرائيل وبارعاً في تكتيكاته. وتحدث عن العلاقات التي قامت بين الزعيم الفلسطيني ورؤساء الحكومات الاسرائيلية، لافتاً الى ان العلاقة الوحيدة الجدّية قامت بينه وبين اسحق رابين.
وروى أن إعلان الدولة المستقلة، ومن القدس، كان الحلم الكبير الذي تحوّل هاجساً لدى عرفات. وقال انه تذرّع بموعد عاجل مع الملك عبدالله الثاني ومرّ بصحبة عرفات قرب المسجد الأقصى عند الثانية فجراً، وأن الرئيس الفلسطيني بدا مذهولاً ومبتهجاً وراح يروي ذكرياته في المدينة.
وتطرّق الى محاصرة «المقاطعة» مؤكداً ان عرفات رفض المغادرة الى فرنسا للعلاج قبل الحصول على موافقة اسرائيلية على عودته. واعتبر وفاة عرفات «غير طبيعية»، لافتاً الى الصياغة السياسية للبيان الفرنسي الذي أعلن وفاته، لكنه أشار الى غياب الدليل على ان الوفاة تمّت بفعل فاعل.
وقال ان عرفات تصرّف كقائد حتى اللحظة الأخيرة، وبقي وفياً لأصدقائه ولمن خدموا القضية الفلسطينية، وأنه ساعد الزعيم الألماني الشرقي اريش هونيكر حين قضى أيامه الأخيرة في أميركا اللاتينية. وشدّد دحلان على ضرورة عقد مؤتمر «فتح» بعدما تأجّل طويلاً.