عمليات القتل الإجرامية التي تحدث في الشارع الفلسطيني تعتبر الأكثر بشاعة في تاريخنا الفلسطيني الحافل بمسميات ومبادئ وقيم المفروض أنها مقدسة. لكن على ما يبدو أن هناك شيء خارج حدود المنطق والفكر جعل من بعض الأشخاص يستسهلون استباحة الدم الفلسطيني المسلم والمقدس دون أن يكون هناك وازع أو رادع سواء ديني أو قيمي أو حتى أخلاقي.
في محاولة مني للبحث عن تفسير لما يحدث, سألت أحد معارفي من المطلعين على الشأن الحمساوي من داخله عن كيفية وصول عناصر القسام والتنفيذية إلى مثل هذه الدرجة من البشاعة والبلادة وهم الذين يرفعون راية الإسلام والإيمان ويحملون اسم قائد كبير مثل عز الدين القسام, فيلطخونه بحرمة استباحة دم إخوانهم وقتلهم بطريقة بشعة وبدم أكثر برودة من برودة الثلج.
صديقي الحمساوي الذي لم يعجبه مثلي ما يحدث من عمليات قتل بشعة أخبرني أن هؤلاء الأشخاص الذين يقومون بتنفيذ عمليات القتل ومن يقودهم ويعطيهم الأوامر من قادة حركة حماس إنما يقومون بذلك لأنهم يتعاطون ما يعرف باسم ” حبة السعادة ” وهي مادة كيميائية تعطي الإنسان حالة شعورية وفق ما يريد ويشتهي, إلى درجة تمكنه من أن يتخيل نفسه عنتر بن شداد القادر على مواجهة جيش بأكمله وقتله دون أن يرف له جفن عين واحدة خشية من الله أو من عواقب ما يقوم به من عمليات قتل .
ويقال فيما يقال عن هذه الحبة المتعددة الأغراض أن جزء كبيرا من أفراد وقادة الجيش الأمريكي في العراق يتعاطون هذه الحبة حتى تعطيهم الشجاعة الكافية لتنفيذ عمليات القتل والمواجهة في العراق.
لكن حالنا ليس حال العراق, فلا كتائب القسام وأعضاء القوة التنفيذية غزاة محتلين حتى يتعاطوا مثل هذه الحبة, وليس شعبنا وأبنائه أعداء لحماس حتى يتعامل قادة حماس مع أبنائهم من كتائب القسام والتنفيذية بمثل هذه الطريقة المنافية للشرع والدين والقيم والأخلاق.
وليت قادة القسام والتنفيذية في هذا الأمر يزودون عناصرهم بحبة السعادة لمواجهة الاحتلال, لو كان ذلك فلربما وجدنا مبررا له, لكن ما يحدث هنا يتعلق بإعداد أناس وأشخاص ليصبحوا قتلة جاهزين لاستباحة دم إخوانهم حتى لو كانوا إخوانهم من أصلاب أبائهم وأرحام أمهاتهم.
فهل وصل الحد بنا إلى هذه الدرجة ؟, وهل أصبح الكرسي مقدس بهذا الشكل الذي تبيح فيه الحاجة للمحافظة عليه كل ما هو محرم ومقدس, وهل أصبحنا نفكر ونمارس سياساتنا وفقا لمفاهيم وطرق المحتل الأمريكي ؟.
أما الأكثر أهمية في أسئلتنا هذه فهي, إلى أين سيقودنا أبطال كتائب حبة السعادة من أبناء القسام والتنفيذية وقياداتهم؟, وهل سنرهن مستقبلنا وحياتنا وقضيتنا بهم وبمن يزودهم بهذه المادة اللعينة التي حولت حياتنا إلى جحيم مطلق؟.
هذه الأسئلة يجب علينا كفلسطينيين أن نعرف إجاباتها بشكل سريع, وإلا فان ما تبقى من سعادة لنا ستذهبها حبات سعادة كتائب القسام وتنفيذية حماس