صوت فتح ـ وكالات - أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، أن التركيز الإسرائيلي على قضية أمنها والمخاطر التي تقول إنها تتعرض لها، أمر «مبالغ فيه للغاية»، و«يفتح الطريق دائما إلى مزايدات من قبل إسرائيل»، و«إلى تصرفات تؤثر على الاستقرار والسلام في الإقليم».
وقال أبو الغيط في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط»، من القاهرة إن بلاده تسعى لإعادة الأمور بين الفلسطينيين إلى طبيعتها، مشيراً إلى أن اجتماعاً بين حركتي «حماس» و«فتح» سيعقد في القاهرة بنهاية سبتمبر (أيلول) المقبل.
وبما يتعلق الأحاديث والتقارير المشككة في أن الحوار لن يؤدي إلى شيء وأن الجميع ينتظر لحين وصول الإدارة الأمريكية الجديدة إلى الحكم قال أبو الغيط :' هذه وجهات نظر لا أرغب في التعقيب عليها، وأعتمد على المثل المصري الذي يقول إن «المية تكدب الغطاس»، وأقصد أن الأيام سوف تكشف المواقف.
وأضاف أن فكرة إرسال قوات عربية إلى قطاع غزة لوقف الاقتتال، ووقف الصدام الإسرائيلي الفلسطيني، «فكرة جذابة تستحق أن تؤخذ بالجدية الواجبة». وكشف أبو الغيط أن وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، أكدت له في اتصال أن واشنطن تسعى لإنجاز اتفاق مكتوب يعلن في سبتمبر المقبل.
وأردف أبو الغيط قائلا:' إن مصر بدأت أولى جلسات الحوار الفلسطيني الذي يمتد لمجموعة من الجولات بحيث تصل في نهايته إلى اتفاق يأخذ الفلسطينيين لمرحلة جديدة تفتح الطريق لإعادة الأمور إلى طبيعتها، وهذه العودة تتطلب تطمينات وتأكيدات من أطراف عربية.. وأتصور أن مصر ومعها هذه الأطراف لديهم هذه القدرة لتقديم هذه التطمينات والتأكيدات' مضيفا ' جرى حوار مع «(حركة) الجهاد الإسلامي» ثم (مع) «الجبهة الشعبية»، وسوف نتحرك بعد ذلك وصولا إلى آخر اجتماع، وسيكون (بين) حماس وفتح في نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل.
وبما يتعلق بتعامل مصر مع غزة قال أبو الغيط :' غزة تُحكم حاليا من قِبل حماس، ومصر لازالت ترى أن هذا الوضع غير طبيعي وأن طبيعة الأمور وشرعيتها تفرض عودة السلطة الفلسطينية لممارسة أعمالها، وهناك الكثير من الآراء التي تطرح حاليا من حيث تحقيق المصالحة'.
وعن الحديث حول إدخال قوات عربية إلى غزة لإنهاء الوضع الراهن.. أكد أبو الغيط أن هذه الفكرة مطروحة ويجب أن ينظر إليها باهتمام شديد وبدراسة، لأن وجود قوات عربية على الأرض يمكن أن يوفر منع الاقتتال ووقف الصدام الإسرائيلي الفلسطيني، ويمكن أن يتيح للفلسطينيين إعادة بناء إمكانياتهم داخل القطاع وبشكل يحقق الوئام، وإلا إذا استمر هذا الوضع بين الفلسطينيين وبعضهم البعض، فسوف يأتي اليوم الذي يقول فيه أحدهم أو حتى يكتب فيه أحدهم، ليس مقالا، وإنما كتابا بعنوان «كيف سقطت القضية الفلسطينية» و«كيف سقطت الدولة الفلسطينية؟» و«كيف سقط مستقبل الشعب الفلسطيني؟».. وفي الجانب الآخر يجب أن يُكتب الكتاب المقابل، ويجب أن نؤيد كتابة الكتاب المقابل، وهو «كيف نجح أبناء شعب فلسطين في الحفاظ على قضية الوطن وقضية الشعب و«كيف أقاموا هذه الدولة المستقلة».
وسوئل أبو الغيط حول إذا ما كانت مصر ستطرح فكرة استقدام قوات عربية لغزة خلال الحوار فقال:'هذه الفكرة لا تأتي إلا بعد إعادة صياغة الوحدة الوطنية الفلسطينية وبعد الدراسة المناسبة لأنني أتحدث عنها.. والأمر لم يطرح للدراسة بعد ولكنها فكرة جذابة تستحق أن تؤخذ بالجدية الواجبة، عندئذ نتصور أن مصر والجامعة العربية يمكن أن يقوما بدور في هذا الشأن'.
وأكد أبو الغيط بما يتعلق بمعبر رفح ' أن الأحداث الأخيرة والانتقادات لم تتجاوز اتفاق 2005 لتشغيل المعبر ، ومن وجهة النظر المصرية الاتفاق قائم لأن مصر تعترف بالسلطة الفلسطينية التي وقعت (عليه)، وبسيطرتها الموحدة على الضفة وغزة، وبكل ما وقعته من اتفاقيات. كما أن مصر تتمسك بهذا الاتفاق. مؤكدا أن مصر تسعى، ومنذ عام، وربما أكثر، للتوصل لوضع جديد للمعبر، باعتباره ضمن اتفاق عام 2005.. وقلنا: فلنسمح بقوات الحرس الجمهوري (الفلسطينية) وأن يعود الاتحاد الأوروبي بمراقبيه مرة أخرى في إطار تنفيذ متكامل للاتفاق.
وفي رده على توقعه بإمكانية التوصل لمسودة سلام بين فلسطين وإسرائيل خلال العام الجاري قال :' يجب أن نكون حريصين جدا عند الحديث عن توقعات في هذا الصدد.. وكافة المؤشرات تقول إن هناك صعوبات بالغة تواجه المتفاوضين الذين يسعون إلى التوصل إلى اتفاق، وكثير من الأصوات، ومن بينها أصوات الذين يتفاوضون أنفسهم يستبعدون حدوث ذلك، وعلى الجانب الآخر لازالت الولايات المتحدة تؤكد أنها ملتزمة، وبالأمس أكدت لي وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، في اتصال خلال وجودها بالمنطقة، إنها تسعى لانجاز اتفاق مكتوب يعلن عنه في سبتمبر المقبل، أو هكذا يتصورون.. أو على الأقل العناصر الأساسية لاتفاق مكتوب، ونحن نتابع المواقف، ونتابع التصريحات، وقد اتفقنا على المزيد من المشاورات التليفونية حتى نلتقي في الأمم المتحدة في سبتمبر، وسوف نتلقى تقريرا من الجانب الفلسطيني، كما سنتابع ردود الفعل الإسرائيلية، ونسعى للحصول من الجانب الإسرائيلي على رؤيته في أعقاب زيارة باراك لمصر مؤخرا، ونأمل أن يتم دفع الأمور، ولكننا نأخذ أيضا هذه الأصوات التي تتحدث بالكثير من الشكوك في الحسبان، وبشكل دقيق، وربما يقترب من تفهم هذا التشكك.
وأكد أبو الغيط أن مصر مطلعة على كل التطورات على جانبي المفاوضات مضيفا:'وقد أوفدت مؤخرا المتحدث باسم الخارجية السفير حسام زكي إلى رام الله، حيث التقى مع القيادات الفلسطينية، وحصل على الصورة بشكل متكامل، وبما فيها الوثائق.