القاهرة- فراس برس: اجتمع رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان مساء أمس مع وفد من حركة «الجهاد الإسلامي» برئاسة الأمين العام للحركة رمضان شلح في أول اللقاءات الثنائية التي تستضيفها القاهرة مع الفصائل الفلسطينية توطئة لحوار جامع بهدف تحقيق مصالحة شاملة. وقال مصدر مصري موثوق به لـ «الحياة» إن القاهرة تسعى إلى «عقد حوارات ثنائية جادة مع جميع الفصائل الفلسطينية، كل على حدة أولاً، قبل عقد حوار وطني فلسطيني يعيد بناء الوحدة تحت سقف المشروع الوطني الموحد والتضامن العربي وقرارات الشرعية الدولية». وأكد أعضاء وفد «الجهاد» من غزة الذي يضم القياديين محمد الهندي والشيخ نافذ سليمان وجمال يوسف وإبراهيم النجار، لدى مغادرتهم منفذ رفح صباح أمس متجهين إلى القاهرة أن لدى الحركة «رؤية واقتراحات للتغلب على العقبات وتسوية الخلافات الحالية على الساحة الفلسطينية». لكنهم اعتبروا أن «المصالحة الوطنية ما زالت أمامها عقبات كثيرة لتتحقق. ولن تأتي في لقاء أو لقاءين». وشدد المصدر المصري على أن بلاده «تقوم بدور فاعل... وستساعد حركتي فتح وحماس بكل ما تملكه من أجل تحفيزهما على الجلوس معاً، لأن في ذلك مصلحة وطنية عليا».
وقال: «سنقدم بعض الأفكار وسنعمل على تقليص الفجوات». ورأى أن إفراج إسرائيل عن 199 أسيراً فلسطينياً يدعم موقف الرئيس محمود عباس ويصب في مصلحته، «خصوصاً أن حماس لم تتمكن حتى الآن من تحقيق إنجاز يذكر على صعيد صفقة الأسرى» التي تتوسط فيها مصر من أجل الإفراج عن معتقلين مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة غلعاد شاليت. واعتبر المصدر أن «الحوار وجلوس فتح وحماس معاً فيه مصلحة للجانبين. وسنسعى إلى جمع كل منهما في لقاء ثنائي في ختام المحادثات وتفعيل عقد الحوار الفلسطيني الشامل عقب عيد الفطر». وأكد أن مصر وجهت دعوة إلى «حماس» لحضور الحوار. وقال إن الحركة «قبلتها، وتلقينا أجوبة منها على أسئلتنا، وقالت إنها ستشارك في الحوار الذي سيعقد في القاهرة قريباً». غير أن وكالة «رويترز» نقلت عن قياديين في «حماس» أن «خلافات حادة» بين مصر والحركة في شأن قضيتين رئيسيتين ستجعل من الصعب على القاهرة التوسط في اتفاق مصالحة. وقال أحد المسؤولين إن «مصر ليست راضية لأن حماس علقت المحادثات حول صفقة شاليت لتبادل الأسرى، وحماس غاضبة لأن مصر ما زالت مترددة في استضافة محادثات لإعادة فتح معبر رفح». وأضاف: «لا أتوقع حدوث اختراق في الجولة الحالية من المحادثات، وأرى أن الأمور لم تتضح بعد، خصوصاً لأن الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية لا تشير إلى أن الطرفين جاهزان للصلح». وسلّم الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهري بوجود خلافات مع مصر في شأن قضيتي شاليت ورفح، لكنه قال إن الحركة مهتمة بالحفاظ على علاقات جيدة مع القاهرة. وأضاف: «لا شك في أن مصر تأمل في تسريع المحادثات حول شاليت، لكننا لا نعتقد أن من الملائم الحديث حول هذا الموضوع بينما اتفاق التهدئة يتعثر بسبب عدم التزام الاحتلال الإسرائيلي». في غضون ذلك، أعلن مصدر في منفذ رفح البرى أن مصر سمحت لمرضى فلسطينيبن بدخول أراضيها من معبر رفح للعلاج بمستشفيات القاهرة. ومن المقرر أن يصل وفدا الجبهتين الشعبية والديموقراطية إلى القاهرة الأربعاء من أجل لقاء المسؤولين المصريين.