ماهر مقداد ( ابو يوسف ) فى مواجهه ساخنه جدا ....

صوت فتح - لقاء خاص مع الأخ ماهر مقداد ' أبو يوسف ذلك الفارس الفتحاوى الذى عشق الفتح منذ نعومة اظفاره وعشقته جماهير غزة بكلماته الحماسية وواقعيته النادرة فى الخطاب اليومى .. المعبر عن صدق انتماؤه وقوة مفرداته ووفاؤه لمسيرة الثورة والوطن '


- ما أسوا الغربة القسرية
- تهدئة غزة هشة وفتح لها فلسفة خاصة بها

- نؤكد على مبادرة الرئيس للحوار لإنهاء الانقسام

- مهمة حماس اعتقال رجال المقاومة إرضاء لإسرائيل

- صفقة تبادل الأسرى مخيبة للآمال لأنها لم تشمل أسرى فلسطينيين

- ما يدور عن صفقة شاليط لا تبشر بالخير

- أنحنى إجلالاً لأبناء فتح الذين يواجهون احتلالين في غزة




أرغمته الظروف فأبعد عن الوطن، ولكنه حاضراً بفكره وكلماته المؤثرة، وطني من الدرجة الأولي وفتحاوي إلى أبعد الحدود كان يشغل منصب الناطق باسم حركة فتح، ومسئول الجناح العسكري لكتائب شهداء الأقصى ' مجموعات الشهيد أيمن جودة'، يتواجد حاليا في جمهورية مصر العربية ويعمل مديراً للمكتب الإعلامي لمنظمة التحرير في مصر.

شأنه كشأن مئات الفتحاويين الذين خرجوا قسراً من قطاع غزة بعد انقلاب حركة حماس على الشرعية الفلسطينية، لأنهم دافعوا عن الوطن والقضية.

وفيما يلي نص المقابلة :


س: أخ ماهر مقداد حدثنا عن أحوال أبناء وكوادر حركه فتح الذين خرجوا الي جمهوريه مصر العربية قسرا بعد انقلاب حماس علي السلطة في قطاع غزه ؟

ج : لا يوجد ما هو أسوء من الغربه القسريه ...فالوطن هناك لا يبعد كثيرا ... لكن هناك يقف القاتل أيضا متربصا بأبناء وطنه يحمل بين ضلوعه الحقد والكراهية .. الألم الأكبر لدي أبناء وكوادر الحركة يتلخص في هذه الغربه ..وهم الذين ناضلوا ليعيشوا كرماء في وطنهم وبين أهليهم , فوجدوا أنفسهم مكرهين علي البقاء خارج الوطن الي حين , تفصل الحدود بينهم وبين الأهل والأحباب .. فالكثير منهم لم يري أطفاله منذ اليوم المشئوم , وبعضهم فقد أخا أو قريبا أو صديقا دون ان يتمكن من وداعه , فترك في النفس غصة ومرارا .

والحقيقة أن الإخوة هنا يواجهون العديد من المشاكل , فمعظمهم لم يتمكنوا من استقدام عائلاتهم والقليل منهم الذي تمكن من ذلك يواجهون إشكالات معقده في إلحاق أبنائهم في المدارس .

العدد الأكبر من الاخوه يواجهون صعوبة في التنقل خارج نطاق مدينه العريش وإشكالات أخري كثيره

إن الاخوه من أبناء الحركة في مصر يحتاجون الي اهتمام اكبر من قياده الحركة , وخلق أليه تواصل مع الجميع تبقيهم في دائرة الفعل الفتحاوي, والاهتمام بقضاياهم الأساسية التي نشأت عن هذا الوضع الشاذ .

ومع ذلك فهم مسلحون بذات الاراده الصلبة واليقين بالعودة مؤمنون بقضيتهم , يتابعون باهتمام بالغ تفاصيل التفاصيل لكل ما يدور في غزه الحبيبة يفرحون لفرح الأهل ويتألمون لألمهم.. ولعل الموعد باللقاء والعودة قريب بإذن الله.



تهدئة هشة لن تستمر



س : هل تعتقد باستمرار التهدئة التي أعلنتها حركه حماس مع إسرائيل ؟ وما هو موقف حركه فتح منها ؟

ج : لفتح فلسفه من التهدئة لا بد من توضيحها قبل الاجابه علي السؤال.

- التهدئة من وجهة نظرنا شكل من أشكال النضال , وقد يراد منها التخفيف عن الشعب الفلسطيني في وقت من الأوقات.. خاصة حينما يزداد النزيف وتزداد خسائرنا , وتصبح انجازاتنا اقل بكثير من حجم التضحيات المبذولة .

- والتهدئة هي فرصه لالتقاط الأنفاس وترتيب الصفوف , وإعادة صياغة رؤيتنا وأدواتنا في المواجهة المستمرة .

- التهدئة يمكن أن تكون مناوره نخاطب فيها المجتمع الدولي لفتح الأبواب أمام بعض الانجازات الكبيرة منها والصغيرة, مثل تحرير بعض الأسري , او استرداد بعض المدن الفلسطينية المحتلة أو التي أعيد احتلالها حديثا , أو تقديم تسهيلات في تفاصيل حياتنا اليومية ..... الخ .

- في كثير من الأحيان لا يتمكن الناس من الاستماع لبعضهم في ظل الاشتباك , فتكون التهدئة لإنجاح جهد سياسي أو مبادرة من الأصدقاء او من بعض الأطراف الدولية , فتعطي الفرصة ولكنها لا تكون مفتوحة الي الأبد .

- يفترض بأي تهدئه أن تشمل كل الشعب الفلسطيني علي الأرض الفلسطينية,فهي قضية واحده موحدة لشعب واحد موحد في وجه عدو واحد موحد, فلا تعطي التهدئه في غزة من دون الضفة وكأننا نسلم بشرعية الاحتلال هناك وبالعكس .. فنطلق يديه ونكرس التجزئة ليس فقط في الأرض والجغرافيا.. بل حتي في مشاعرنا الوطنية التي سيصبح عليها ان تتبلد حيال كل الماسي التي تحدث للشعب الفلسطيني خارج نطاق التهدئة المجزوئة.

باختصار ... التهدئة من وجهة نظرنا : هي صيغه نضالية مكملة لكل الصيغ المسلحة والسياسية تكرس لخدمة الأهداف الفلسطينية.. لا تعطي في كل الأوقات , وان أعطيت لا تبقي الي الأبد.. تعالج موقف فلسطيني شامل أرضا وشعبا وأهدافا , ولا تعالج موقف حزبي أو شريحة من الشعب أو جزء صغير من الأرض .

فماذا تريد حماس من التهدئة ؟؟ وماذا حققت للشعب الفلسطيني من هذه التهدئة؟؟؟

- وبديلا استراتيجيا عن كل الأشكال النضالية , فلأول مرة نسمع من حماس عن تهدئة خمسون عاما وثمانون عاما, وكأنها ترفع من شان التهدئة الي الحد الذي تصبح فيه الحل السياسي النهائي مع بقاء الوضع علي ما هو عليه .

- وجاءت تهدئة حماس أيضا بما هو جديد في اختصار التهدئة علي قطاع غزة الذي تسيطر عليه بالقوة , وهي المرة الثانية .. حيث سبق ان أصرت حماس في ظل حكومة هنية العاشرة ان تشمل التهدئة قطاع غزة فقط , في حينه قالوا لنجرب التهدئة في القطاع ثم نعممها علي الضفة .. بالتأكيد كان هذا كلاما عبثيا , لان الصورة اتضحت فيما بعد تماما , ان حماس لا يهمها من الوطن إلا الجزء الذي تسيطر عليه , وهذا الاهتمام يأتي بواقع تعزيز سيطرتها لا أكثر ولا اقل .. فلقد انسلخت عن السلطه بعدما انقلبت عليها وأصبحت تجري مفاوضات مباشرة وغير مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي تبدا وتنتهي في حدود قطاع غزة ولو بشكل مؤقت علما أن النتائج الضارة لذلك تتجاوز حدود القطاع لتشمل الوطن والشعب بآماله وطموحاته ومستقبله.

- ولم تمنع هذه التهدئة الاحتلال من غطرسته واعتداءاته علي قطاع غزة ميدان التهدئة , فاغتالت وتقدمت في أراضي القطاع شرقا وشمالا .. صحيح ان هذه الاغتيالات استهدفت عناصر من الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الاقصي ... لكنهم فلسطينيون وغزيون , الا اذا اعتبرت حماس ان التهدئة لا تخرق إلا باغتيال قائد حمساوي .. وهي ليست نكته في الحقيقة, فلأول مرة ايضا نسمع ان اهم بنود التهدئة وما سبقها هو (عدم التعرض للقياديين من الصف الاول في حماس ) بينما اعتدنا ان نسمع ان في كل تهدئة فصائلية سبقت ( عدم التعرض لاي مواطن فلسطيني بالاذي ) وكان حماس ايضا تقسم نفسها وعناصرها من حيث الأهمية الي دماء تخرق التهدئة ودماء لا تؤثر علي استمرار هذه التهدئة فالقائد من الصف الاول في حماس مختلف من حيث حقه في الحياة والأمان عن العنصر , وربما عن القائد من الصف المرتبة الثالثة والرابعة .

- ولم تحقق هذه التهدئة إنهاء للحصار ولا فتح المعابر , فلقد أرادت حماس ان تبيعنا ولا زالت .. ان هذا النصر المؤزر ( التهدئة )سوف ينهي كل ألام الفلسطينيين ويحقق المعجزات .. فلم تفتح المعابر لا للسفر ولا للبضائع , باستثناء كميات الشوكولاطة ( GALAXY ) وبعض الاحتياجات الغير رئيسية , ولم تزيد كميات الدواء والغذاء والمحروقات .. وكان أهلنا في غزة كل ما كانوا يفتقدونه هو الشوكلاطة , حتي ان احد الكتاب الفلسطينيين اسماها متهكما ( تهدئة شوكولاتة).

حتي هذا القليل من المواد الغذائية والمحروقات يجري احتكاره من عصابات حماس , وما يزيد عن حاجاتهم يباع في السوق السوداء , فلتر البنزين وصل الي أكثر من خمسة دولارات إن وجد .. وهكذا أتت التهدئة لتسمن السمين من حماس و تزيد من فاقة المواطن الغير حمساوي.

لم يتحقق في هذه التهدئة استراحة المقاتل , وإعادة ترتيب الصفوف والبحث في صيغ العمل الوطني المشترك , بل أصبح أفراد المقاومة من الفصائل مطاردين , وبعضهم يعلق في ( مسلخ ابو غريب ) المشتل بتهمة المقاومة بعد أن كان مقرا للتحقيق مع العملاء والخارجين عن القانون في عهد السلطة .. أصبح الباستيل الحمساوي الذي يجلد فيه ظهر المقاومة وأبطالها , ووقف ابن عز الدين القسام حارسا للحدود يسهر علي راحة المستوطنين , ويتصيد الفدائيين , بينما لا يستطيع او لا يريد حماية المواطن الفلسطيني من هجمات وضربات العدو .. وكلما استشهد فلسطيني يزداد اصرار حماس علي التهدئة وتفويت الفرص لأنها بحد ذاتها الانتصار الكبير وكل من يحاول ان يدافع عن الدم المسفوح ظلما علي ارض غزة .. خائن وعميل يريد ان يعكر صفو هذا الانتصار الكبير المسمي (تهدئة).

كنا علي استعداد ان نقبل هذه التهدئة ونهلل لها رغم فشلها في كل ما سبق ذكره علي أهميته الكبري لو نجحت فقط في تحقيق الوئام الداخلي وإعادة اللحمة .. وتعزيز الحوار الوطني .. وإغلاق سجن ابو غريب غزة وباقي السجون وإطلاق سراح أبناء حركة فتح والفصائل ... لكن ما حدث هو العكس تماما.

ان هذه التهدئة التي اخفقت في تحقيق أي انجاز ولو صغير لم تأتي إلا لتمكين قادة حماس المتخوفين من التحرك بحرية وأمان بسياراتهم الفارهة , وجيش المرافقين مع ربطات العنق واللحي الطويلة والقصيرة , والتمتع بالسلطة والمال الذي اعمي الابصار ... واغلاق جبهة اسرائيل الي مدي غير معلوم ضد حماس لكي تتمكن من تعزيز سيطرتها الدموية علي القطاع ,و هذا الهدوء علي جبهة المحتل تسخين علي الجبهة الداخلية , تجريد المقاومة من سلاحها .. زيادة عدد السجون ومراكز التحقيق ... التعذيب ونفخ القادة بالغاز حتي الموت (الشهيد بسام العناني )......الخ .

لذا فان أيام هذه التهدئة قصيرة وأهلنا الصامدون في غزة لن يقبلوا أن يكون مصيرهم وكرامتهم رهنا لقيادة حماس ورفاهيتها , وتضخم أرصدتها , ولن تقبل اختصار أهدافهم الوطنية ودماؤهم في أهداف حماس الصغيرة والحزبية .



حماس تعتقل رجال المقاومة



س: حماس كانت تتهم السلطة في السابق بأنها تطارد رجال المقاومة وتعتقلهم وهي اليوم من يمارس هذه الأعمال حيث تقوم بنشر قواتها علي الحدود وتعتقل كل من يحاول إطلاق الصواريخ علي إسرائيل .. ما تعليقكم علي ذلك ؟

ج : لقد أصبحت حماس تري الأشياء بنظارتها الخاصة.. وهي نظارة تري الأشياء مساء بصورة مختلفة عنها صباحا.. وفي كل المرات يقسمون أن ما رأوه صحيحا , وانه الحق وما دونه باطل, تماما مثلما اقسم ذات يوم قادتها أنهم رأوا الصاروخ بأم أعينهم يقصف المواطنين في احتفال حماس , حينها كان مطلوبا من كل الأعين التي شاهدت ذلك الانفجار الداخلي أن تكذب نفسها (فعين عن عين تفرق ) .. عيون البشر لا تري مثل عيون الربانيون , وعقولهم تعجز عن التفكير علي طريقة وكلاء الله في الأرض... ذات يوم كان علينا ان نصدق حماس كمشروع مقاومة لا يبحث عن السلطة.. وأنها لن تفرط في ذرة تراب من فلسطين لأنها وقف إسلامي .. و كان علينا أيضا أن نؤمن بان الانتخابات مخالفة للشرع في العام 96..وان المشاركة فيها حرام وإثم كبير ... كما كان علينا أن نؤمن بان عدم المشاركة فيها حرام واثم كبير في العام 2006 .. والحديث عن دولة فلسطينية علي كامل التراب الوطني خروج عن إرادة الله ومشيئته واليوم سيكون علينا أن نسلم ان كل من يقاوم هو خائن وعميل , لان أعظم ما أنجزه الشعب الفلسطيني هو التهدئة ومن يخرقها بالصواريخ العبثية يدمر كل آمال الفلسطينيين والمسلمين في تحقيق هذا الانتصار الكبير الذي يشبه انتصارات المسلمين في احدي الغزوات في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم.. فالاعتداء علي المحتل الصهيوني اليوم هو اعتداء علي حدود الله .. اما الذين يقتلهم الاحتلال .. فهذه ارادة الله وقدره وعلينا ان نصبر حتي لا نصبح كافرين .

منطق الاستغباء ذاته الذي أدارت فيه الأمور حماس سابقا .. ولكن هذه المرة مع عصا وبندقية .. حتي الجزرة لم يعد لها وجود.

في السابق كانت حماس توقت عملياتها في العمق الإسرائيلي بالتزامن مع موعد استلام مدن فلسطينية بأكملها , فتعطل استعادة وتحرير الأراضي الفلسطينية بموجب الاتفاقات ( الخيانية ) كما وصفتها , وأطلقت الصواريخ محلية الصنع في كل اتفاقات التهدئة الفصائلية , بالرغم من انها جزء من هذه الاتفاقات , واعتبرت ان من حقها الرد علي اي حادثة يخدش فيها فلسطيني في الضفة والقطاع , ولم يخونها احد في حينه او يصف ما تقوم به بالمناكفة الحزبية ... وتهجموا علي الجميع بدء من الرئيس ابو مازن , مرورا بكل قيادات فتح والفصائل , حينما تحدثوا عن ضرورة إجراء مراجعة لأساليب وأدوات المقاومة بما يخدم المصلحة الوطنية .

لم يكن ذلك في حينه حسب وصف احد قادة حماس المقيمين في فضائية الجزيرة وطنيا ولا أخلاقيا , لان الصواريخ في حينه إبداعا لن تتحرر فلسطين بدونه, وقالوا فيها ما لم يقله مالك في الخمر.. اما اليوم فهي عبثية ,وتجر الويلات علي شعبنا الفلسطيني , ومطلقيها حسب وصف وزير التنفيذية سعيد صيام (مرتزقة وعملاء) رغم انها جاءت ردا علي اغتيالات واجتياحات في غزة وفي الضفة المستثناة من حسابات حماس الا في مرحلة لاحقة بغرض تنفيذ النسخة الثانية من الانقلاب , وليس لمجرد فلسطيني خدش في اي مكان علي ارض الوطن.

لقد نشرت حماس كتائبها وتنفيذيتها علي امتداد حدود قطاع غزة بالآلاف في خطوة منسقة مسبقا مع الاحتلال لتثبيت التهدئة بالحديد والنار فاعتقلت العديد من مقاتلي كتائب شهداء الاقصي وباقي الفصائل وأطلقت النار علي آخرين ... فمن هم اللحديون ؟؟؟ .

حدثني احد الأخوة قائلا (انطلقت عدة صواريخ من بيارة في المنطقة الوسطي مجاورة لبيتي , ففتح أفراد حماس النار علي البيارة من كل الاتجاهات دون ان يتحققوا ان كان هناك اطفال او مدنيين في البيارة, وتبين فيما بعد ان رجال المقاومة كانوا قد اطلقوا هذه الصواريخ المحلية بطريقة ساعة التوقيت ) .

لقد أصبحوا مضطرين لتطوير مهاراتهم بشكل مضاعف حتي يتخلصوا من مطاردة الاحتلال وحماس لهم.

إنهم يبذلون جهدا خرافيا لإقناع إسرائيل بأنهم وحدهم القادرون علي السيطرة علي إمارة غزة , ولجم المقاومة ومنع الصواريخ , بل ومنع أي طلقة باتجاه الجنود الإسرائيليين من قطاع غزة ... والحق يقال أنهم فعلوا الممكن والمستحيل ..نشروا القسام (حرس الحدود ) وطاردوا المقاومين واعتقلوا بعضهم ,وأطلقوا النار دون تردد علي كل من يقترب من الحدود .. مما جعل اولمرت يوجه الشكر المستحق لحماس علي أدائها , وباراك لسعيد صيام شخصيا , وأهالي مستوطنة سيدروت علي لسان رئيس بلديتها .

حماس مهتمة برضا قادة إسرائيل عليها وعلي أدائها , أكثر من اهتمامها برضا الجماهير الفلسطينية المقموعة... والمقاومة لديهم لم يبقي منها إلا الشعارات , ترفع للمزاودة كلما لزم الأمر , والحقيقة أنها تقف في الخندق المعادي للمقاومة ورجالها.

لقد كسبت حماس حينما مارست المقاومة , وتوددت للجماهير واليوم تخسر لانها تطعن المقاومة وتجلد الجماهير.

إ

إعلان الرئيس عباس الموافقة على البدء بالحوار ...!

س : الرئيس محمود عباس أعلن في بداية شهر حزيران الموافقة علي الحوار لتنفيذ اتفاق اليمن , حدثنا الي أين وصلت الأمور في هذا الحوار ؟ وهل هناك تحرك مصري بهذا الخصوص ؟

ج : بعد الانقلاب الدموي بفترة وجيزة حاولت حماس أن تظهر في صورة الراغب في الحوار , ورددت زعامتها عبارة (حوار بدون شروط ) أكثر من مرة متجاهلة النتائج الكارثية لانقلابها , بل أرادت ان تستثمر ما أسمته الحسم العسكري لتملي شروطها كطرف منتصر علي شعبها كما قيل , ورفضت التراجع عن الانقلاب الذي قسم الوطن وتسبب في نزيف فلسطيني غير مسبوق , وافسد الاجواء الوطنية , وظلت تردد عبارات لا يفهم منها الا عدم رغبة حماس الانقلاب في الحوار واكتفت بتصريحات العلاقات العامة في الموضوع , وانشغلت في إحكام سيطرتها بالقوة علي قطاع غزة , بل وجهت كل تركيزها نحو الاحتلال الإسرائيلي لكي يعترف بإمارتها في غزة , وعرضت عروضا سخية علي الإسرائيليين , فتحت شهيتهم للمطالبة بالمزيد من التنازلات, وظهرت أصوات إسرائيلية تنادي بالتعاون مع حماس وتجاهلت تماما كل دعوات الحوار الوطني وإنهاء تجزئة الوطن , لقد وضعت حماس علي المحك الحقيقي مرتين .

الاولي في اليمن .. حينما وافقت فتح علي المبادرة اليمنية واعتبرتها واجبة التنفيذ فورا دون العبث في بنودها وتفاصيلها وتحويلها الي مادة للحوار من اجل الحوار, فرفضت حماس وأرادت أن تفتح بطن هذه المبادرة , وان تتفاوض علي كل حرف بصورة عبثية , وان تجعل الشيطان حاضرا في كل التفاصيل .. مما دعي الرئيس اليمني الي الدفع باتجاه توقيع شكلي حتي لا يعلن فشل اللقاء , بعد أن اقتنع تماما ان حماس لا ترغب في الاتفاق , وان أطرافا أخري خارجية دفعت بهذا الاتجاه اي عدم الاتفاق , فذهب بالمبادرة الي جامعة الدول العربية لكي يتبناها العرب , بعد ان يأس من امكانية تعاطي حماس ايجابا معها.

الثاني مبادرة الرئيس ابو مازن...التي اظهر فيها مرونة كبيرة وحرصا علي الوحدة الوطنية وتلقفتها كل الفصائل الفلسطينية بالترحاب وكذلك إسماعيل هنية الذي لم يكن قد صدرت إليه التعليمات بالخصوص, لكن الرد الحقيقي جاء في رسالة خالد مشعل السيئة الي الملوك والرؤساء العرب والتي تهجم فيها علي السيد الرئيس وساق أعذارا وهمية تؤكد عدم رغبة حماس بالحوار , وبات من الواضح انها لا تريد انهاء انقلابها وكل الأعذار المختلقة فقط للاحتفاظ بغزة محاصرة ومجوعة بعيدا عن باقي الوطن, فهي مهتمة فقط بتامين رؤوس قادتها , وانجاز علاقات مباشرة مع الإسرائيليين , وتتفنن في تقديم أوراق اعتمادها للاحتلال بصفتها الحارس الأمين والوحيد علي سلامة المستوطنات والحدود ... أما ملف العلاقات الداخلية مركون ويجري التعاطي معه باستهتار .. عبر عن ذلك تصريح الزهار الأخير(إن الحوار مع فتح لم يبدأ ولن يبدأ إلا بحدوث متغيرات جديدة في المنطقة ) ولا اعلم ما هي المتغيرات الجديدة المنتظرة ؟ وما علاقة ذلك بالوفاق الوطني ووحدة الوطن ؟؟؟

لذا لا يوجد ما هو جديد يمكن ان نحمله الي اهلنا في هذا الخصوص سوي التاكيد علي موقفنا المسؤول تجاه ألام وجراح أهلنا في غزة وتأكيدنا علي مبادرة السيد الرئيس ابو مازن والمضي قدما حتي انهاء سيطرة حماس الدموية علي القطاع الحبيب واستعادة وحدة الوطن.





صفقة تبادل الأسري ...!



س : هل تعتقد ان صفقة تبادل الأسري بين اسرائيل وحزب الله تلبي طموح الاسري الفلسطينيين ؟

ج : لا شك ان الجانب المتعلق بالأسري الفلسطينيين في صفقة التبادل الأخيرة بين حزب الله والكيان الصهيوني جاءت مخيبة للآمال , حيث أنها لم تشمل الأسري الفلسطينيين خاصة ذوي الأحكام العالية , والكثير من أسرانا الأبطال راهنوا علي ان تشمل هذه الصفقة عددا من الاسري الفلسطينيين خاصة وان عدد الاخوة من الاسري اللبنانيين والعرب صغير جدا , وان حزب الله اصبح الي حد ما اكثر تمرسا في التفاوض حول الاسري بواقع خبرته في المرات السابقة , فارتفع سقف التوقع من هذه الصفقة لدي الاسري في السجون الإسرائيلية وعائلاتهم , لكن النتائج جاءت مغايرة لرغباتنا .... ومع ذلك لا نستطيع ان نقلل من أهمية هذه الصفقة وفي هذا الوقت بالتحديد والتي بموجبها تم الافراج عن رفاة عدد من الشهداء مكثوا طويلا في مقابر الارقام وفي مقدمتهم الشهيدة البطلة والاسطورة الفلسطينية الفتحاوية دلال المغربي وعدد من الاسري علي راسهم القائد المناضل سمير القنطار الذي نوجه له التحية والتقدير ونهنئه وأسرته بتحريره من الأسر بعد ان امضي ثلاثون عاما خلف القضبان , والاهم في ذلك ان هذا المناضل يصنف إسرائيليا ( مع دم علي اليدين) اي ان هذه القواعد الوهمية التي تضعها اسرائيل ليست قدرا ولا قانونا مقدسا ... سيكون علينا نحن الفلسطينيون ان نهتم اكثر بقضية اسري الحرية , ليس فقط علي المستوي الاعلامي .. بل علي كل المستويات , واستمرار تصلب المحتل الصهيوني في هذا الملف يفرض علينا ايجاد الصيغ الملائمة للضغط من اجل تحريرهم بكل السبل والوسائل.



س : آمال كبيرة يعلقها الأسري الفلسطينيين وخاصة المرضي والأحكام العالية علي صفقة شاليط . هل تتوقع ان تستطيع حركة حماس والفصائل الأسرة للجندي جلعاد شاليط من تبييض السجون الإسرائيلية من الفلسطينيين ؟

ج : منذ اللحظة الأولي لأسر شاليط بغض النظر عن الاهداف السياسية التي ارادتها حماس من هذه العملية, حيث كانت تقع تحت ضغط المطالبة الجماهيرية لوفاء حماس بالتزاماتها الانتخابية , وقفنا موقف الداعم والمساند علي كل المستويات , وموقفنا الدائم ان احدي عشر الف اسير فلسطيني يستحقون كل المحاولات بما فيها اسر جنود اسرائيليين , طالما ان اسرائيل تضع تصنيفات تحرم اسرانا من الامل بالحرية , وطالما انها تماطل في انجاز الحل النهائي والذي بمقتضاه تعلن الدولة وينتهي ملف الاسري للابد.

بعد شاليط أغلقت المعابر .. وقصفت الطرقات وهدمت عشرات البيوت .. واستشهد اكثر من 600 فلسطيني .. واعتقل الآلاف .. ومع ذلك بقينا علي موقفنا بتشكيل شبكة أمان لحماس في حينه , وتوفير كل الأجواء لإنجاح صفقة تبادل مشرفة تساوي حجم التضحيات التي قدمت من اجل هذا الشاليط وتكسر القواعد والتصنيفات الاسرائيلية للأسري وتساهم في الإفراج عن اكبر عدد ممكن من ذوي الاحكام العالية ولا زلنا ننتظر .. ولا زال شاليط يحير حماس هل تستبدل به وزرائها ام تستبدل المعابر ام تستبدل به اسري ؟؟؟

ان كل التفاصيل التي نعرفها حتي اللحظة لا تجعلنا نرفع من سقف توقعاتنا وأمالنا من هذه الصفقة خاصة ان السيناريو المرتقب تم نشره في وسائل الإعلام والحديث يدور عن مراحل ثلاثة وعن أعداد صغيرة ولا زال الإسرائيليون متمسكون بتصنيفاتهم ... ومع ذلك سنتجاهل كل المعطيات السلبية التي لا تبشر بخير عمدا ... لنطلق العنان لعاطفتنا رغبة منا وتمنيا ان تنجح الصفقة في إخراج اكبر عدد ممكن من الأسري البواسل خاصة ذوي الأحكام العالية .





س : قبل أيام أعلنت نتائج الثانوية العامة في قطاع غزة والضفة الغربية كلمة توجهها للطلبة الناجحين ؟

ج : لقد لجا الفلسطينيون الي التعليم منذ زمن بعيد .. وبعد النكبة وجدوا فيه وطنهم الضائع .. فنجحوا وتميزوا ..وساهموا في بناء العديد من الدول العربية التي لم تمتلك الكفاءات العلمية في ذلك الوقت والإنسان الفلسطيني هو القيمة الحقيقية التي نملكها , ونرتكز عليها في كل التحديات.. والتعليم هو احد أسلحتنا الهامة علي مدار سنوات التشتت والهجرة ... لذا أصبح الشعب الفلسطيني في مقدمة الشعوب المتعلمة ... وبمناسبة نتائج الثانوية العامة أتوجه الي الاخوة والاخوات الناجحين والي اسرهم بالتهنئة الحارة واتمني لهم التقدم الكبير, فالمستقبل لهم والوطن يعلو شأنا بهم , وللإخوة والاخوات الذين لم يوفقوا .. اقول الامر يستحق المحاولة من جديد , مع دعواتنا لهم بالتوفيق وعدم اليأس كما اوجه التقدير الي اسرة التربية والتعليم والي المعلمين الذين يبذلون جهودا كبيرة في ظل هذه الظروف الصعبة .. مع تمنياتي بالتطور المستمر للمسيرة التعليمية .



عيوننا تتجه إلى غزة ...!



س : كلمة توجهها لأبناء فتح في قطاع غزة الذين بعيشون تحت الحصار الإسرائيلي من جهة وممارسات حماس بحقهم من جهة أخري ؟

ج : ان ما يتعرض له أبناء الحركة الصامدون في القطاع من عصابات حماس لا يمكن وصفه ... فهم يتعرضون للتعذيب بأبشع الطرق .

رأيت قبل الانقلاب العديد من الأخوة الذين اختطفتهم حماس وعذبتهم بالنار وبالمقدح الكهربائي , ورأيت بعضا منهم بعد الانقلاب هنا في مستشفيات مصر , وبالتأكيد لم أري ألاف الحالات وهي اخطر وأصعب .. لا يمكن لمن يمتلك الجرأة ان ينظر الي هذه الحالات إلا ان يدرك حجم الحقد لفئة فقدت انسانيتها ... فأصبحت حيوانات متوحشة , تستمتع بالقتل والتنكيل ومنظر الدم ... لقد مارسوا ما يخجل منه الشيطان ... ظنوا ان الانقلاب يمكن ان يمسح فتح وابنائها عن الوجود ..فاستفزهم اصرار الكادر الفتحاوي الاصيل علي البقاء والمقاومة والتحدي ..فتحول كل واحد منهم الي هدف لمجموعات القتلة , حتي الاخوات تعرضن للاعتقال والتعذيب والضرب .. ولم تنجو الجامعات وطلابها من هذا العدوان المفتوح , وجادت قريحتهم المريضة باشكال والوان من التعذيب الذي لم نسمع عنه حتي لدي عصابات المافيا , حتي انهم نفخوا القادة بالغاز , واستشهد علي اثر ذلك القائد المناضل بسام العناني ... لن استطيع حصر ما يتعرض له هذا الكادر في سطور قليلة فالصورة واضحة وجلية.

لكنني انحني إجلالا وتقديرا لهؤلاء الثابتون علي ارض غزة الطاهرة يواجهون احتلالان , يتنافسان في إظهار أسوء ما في البشر من غرائز... واقف احتراما للشهداء الإبطال الذين سقطوا دفاعا عن مشروعنا الوطني من عبث الظلاميين , فرحلوا دفاعا عن الوطن وعن الكرامة , وبفضلهم بقينا جميعا احياء.

واقبل يد كل الاخوة الذين بترت اطرافهم علي يد فرق الموت الحمساوية .. وهم يعانون الآن حتي في الحصول علي العلاج, وبعضهم يمنع من السفر للعلاج رغم حصولهم علي تحويلات للعلاج في الخارج وكل التحية للقابعين في زنازين حماس , بعضهم لا يعرف احد عن مصيرهم شيئ . ان ابداع ابناء الفتح وقدرتهم علي البقاء والاستمرار يعكس الانتماء العالي وروح التحدي الكبيرة , ليثبتوا ان الرهان عليهم دائما كاسب .

أيتها الأخت التي امتدت إليها اليد الخبيثة وهراوات المجرمين ... انت سيدة هذا الزمان فكل فتحاوية بألف رجل... ستقطع حتما اليد التي امتدت علي جسدك الطاهر ولن يطول العقاب .

أيها الأحباب .. تتعذبون ..تتألمون .. تطاردون .. تطارد حتي راياتكم الصفراء ..وأدبياتكم وصور الشهداء والأسري .. تهاجم أفراحكم ... نعم ,لكن يكفيكم شرفا ان غزة تحتضنكم في قلبها وانتم تحفظونها برموش العين.

ليس لدي شك بحتمية الانتصار..وانتم تاج الوطن ومصدر عزته وفخره .

ولتعلموا ان كل دقيقة ابتعدنا فيها عن غزة هي سكين يقطع أجسادنا ويعذب ارواحنا... لكم مني كل الحب والسلام .. والوفاء لعهد بدأتاه معا .. لنكمله معا .. والعودة هدفنا ..ولحظة عناق الأحباب رجال الفتح علي ارض غزة الغالية موعدنا بإذن الله .