اكد احمد عبد الرحمن الناطق الرسمي باسم حركة فتح ومستشار الرئيس، لشؤون م.ت.ف في مقابلة اجرتها صحيفة القدس العربي ، أن الحوار الوطني الفلسطيني المرتقب في القاهرة مرهون بالتطوارات التي تحدث في المنطقة وخاصة في ايران ولبنان وتركيا، وذلك في اشارة الى السيطرة الاسلامية في تلك الدول. وقال عبد الرحمن ‘هناك حبل سري يربط حماس بجهات خارجية‘، ومشيرا الى ان ارتهان الحركة لجهات خارجية ينعكس على الاوضاع الفلسطينية بمجملها.
وعلى صعيد المفاوضات التي تجريها السلطة الفلسطينية مع اسرائيل اكد عبد الرحمن بانها لم تحقق اي تقدم، كون اسرائيل لا تريد الانسحاب من الاراضي الفلسطينية، وفيما يلي نص الحوار:
*- هل تلقيتم في حركة فتح دعوة للحوار في القاهرة؟
- لا اعلم لغاية الان اذا تم تسليم الدعوة للحوار الثنائي في القاهرة بشكل رسمي للاخ الرئيس محمود عباس، ولكن سنذهب للقاهرة للحوار.
*- هل وصول مصر لمرحلة توزيع الدعوات على الفصائل الفلسطينية للحوار مؤشر على ان هناك تقدم احرز على صعيد المصالحة الفلسطينية؟
- هذا الوضع الفلسطيني الرديء تجاوز حدوده ويجب ان ينتهي، وهذا هو المحرك الاهم لدى مصر .
*- هل الفصائل الفلسطينية باتت مهيأة لانجاح الحوار الوطني الفلسطيني المرتقب لاعادة الوحدة الوطنية الى سابق عهدها؟
-في الحقيقة اذا اخذت اللغة العامة للفصائل الفلسطينية فالكل يتسابق ويبدي لهفة للحوار، ولكن في واقع الامر هناك اوهام لدى اكثر من فصيل وخاصة حماس قد تحول دون نجاح الحوار.
*- ولكن حماس تطالب بالحوار لاعادة الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني؟
- حماس لم ترحب بدعوة مصر للحوار لغاية الان وكان ردها بانها ستجيب على الاسئلة المصرية التي وجهت للفصائل لمعرفة رؤيتها لانجاح الحوار الوطني المرتقب في القاهرة، وحتى هذه الساعة كما يقال هناك حبل سري يربط ما بين حماس وجهات خارجية، وفي واقع الامر فان انقلاب حماس قد وقع ليس بسبب احتدام الصراع الداخلي بل بسبب احتدام الصراع الإقليمي، وخروج حماس على الإستراتيجية الوطنية والتحاقها باسترايجية أخرى لا تضع فلسطين اولوية لها في المدى المنظور، بل توظف قضية فلسطين ومأساة شعبها لتعزيز مكانتها ودورها على المستويين الإقليمي والدولي، فهذا الانقلاب ان كان قد نجح في دخول جبهة قوى الممانعة وعطل المشروع الوطني، فانه يفشل كل يوم في حل أي من المشكلات التي تواجه مليون ونصف المليون مواطن في قطاع غزة، فالقطاع محاصر من اسرائيل ومعبر رفح لم يفتح والتهدئة المذلة مع اسرائيل لم تخدم المواطنين بل وفرت الحماية لرؤوس الانقلابيين وأطلقت يد اسرائيل تعيث فسادا في القدس والضفة الغربية.
*- حماس تتهم حركة فتح والسلطة بالارتهان لمشروع اميركي اسرائيلي؟
-حماس تقول بأن حركة فتح مرتهنة لمشروع اميركي واسرائيلي وغيره ونحن نقول لها تفضلي لاعادة الوحدة الوطنية من خلال الجلوس لطاولة الحوار لنبين من هو المرتهن لجهات خارجية، ونعرف من الذي اتفق مع اسرائيل في اتفاقالتهدئة المذل وبشروط مذلة من اجل حماية رؤوسهم ولقمة العيش.
*- انتم تدعون لاستئناف الحوار، هل تراجعت حركة فتح والسلطة عن شروطها لاستئناف الحوار مع حماس مثل اعتذارها اولا عما حصل في غزة واعادة المقرات الامنية للسلطة قبل الحوار معها؟
- تلك المواقف اعقبت انقلابها على السلطة وجاءت في ظل موجة غضب وسخط على ما اقدمت عليه .
*- هل يعني ذلك التراجع عن تلك الشروط؟
- بسبب الحرص على الوحدة الوطنية تقدم الاخ ابو مازن في شهر حزيران الماضي بمبادرة لاستئناف الحوار الوطني لا شروط فيها على الاطلاق، والشرط الوحيد هو الجلوس على طاولة الحوار لنعيد الوحدة الوطنية ولنسحب الذرائع من الايدى الاسرائيلية بشأن الانشقاق الفلسطيني، وللاسف كان رد حماس على تلك المبادرة رسالة وجهها مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس- للزعماء العرب يشكك فيها بمبادرة الاخ الرئيس للحوار الوطني ويدعي بانها جاءت لتوريط حماس باتفاق مع اسرائيل.
*- في ظل هذه الاجواء هل تعتقد بان الحوار الوطني الفلسطيني المرتقب سينجح في اعادة الوحدة الوطنية ما بين الفلسطينيين؟
- انا اعتقد اذا كانت الاولوية فلسطينية سينجح الحوار واذا كانت الاولوية اقليمية سيتعطل الحوار، وللاسف حماس مرتهنة لجهات خارجية.
*- من هي تلك الجهات؟
- لا تخفى على احد، فهناك ما يسمى بقوى الممانعة التي لم تقدم للفلسطنيين شيئاً سوى شق الصف الفلسطيني من خلال حماس التي شقت الجبهة الداخلية، وتعيش كجزء من مشروع اسلامي حول قطاع غزة الى طائرة مخطوفة.
*- كيف ترى امكانية نجاح الحوار الوطني في ظل الاجواء السائدة؟
- القاهرة قالت بانها تريد ان يكون النجاح مضمونا وستجري حواراً ثنائياًً قبل الدعوة لحوار شامل حتى تعرف مدى امكانية نجاح الحوار، ولكن علينا ان نراقب الوضع الاقليمي الى اين يتجه لمعرفة مستقبل الحوار، فما يجري من مفاوضات في تركيا - بين اسرائيل وسورية -وما يدور في لبنان وعلاقة حزب الله مع حماس والمفاوضات حول السلاح النووي الايراني كل تلك العوامل ستنعكس على مجريات الحوار الفلسطيني وامكانية نجاحه، فما يجري في ايران ولبنان وتركيا سينعكس على مصير الحوار الفلسطيني.
*- هل تتوقع نجاح الحوار الوطني الفلسطيني؟
-اذا انتهى توظيف ورقة حماس اقليميا .
بعيدا عن الحوار الفلسطيني الى اين وصلت المفاوضات التي تجريها السلطة مع اسرائيل؟
- لم نتقدم خطوة واحدة للامام في المفاوضات، وذلك بسبب طبيعة اسرائيل لانها ترى نفسها غير ملزمة بالانسحاب من الاراضي الفلسطينية في ظل هذه الاوضاع الاقليمية، وذلك اضافة لتذرعها بالاوضاع في قطاع غزة.
*- لماذا تتفاوض مع السلطة؟
- هي تقوم بلعبة علاقات عامة، وهي في الاساس لا تريد الانسحاب ولا تريد مغادرة هذه الارض، فمن يواصل الاستيطان وبناء الجدار العنصري لا يريد الانسحاب والسلام.
*- لماذا اذن تواصل السلطة الاستمرار في المفاوضات؟
- لاستمرار المفاوضات مع اسرائيل هدفان:
الاول، يتعلق بالمجتمع الدولي وافهامه باننا نريد السلام ومستعدون للتفاوض لتحقيق ذلك الهدف،
الثاني فضح اسرائيل والدعم الامريكي لها.
*- هل تقصد بأن امكانية تحقيق اتفاق سلام نهاية العام الجاري وفق ما طالب به الرئيس الامريكي جورج بوش تم التراجع عنها وتلاشت؟
- في حقيقة الامر ان الامريكيين يتراجعون في كل شيء يتعلق باسرائيل لسبب بسيط وهو ان الشأن الاسرائيلي هو موضوع مقرر في السياسية الامريكية، فاسرائيل هي التي تقرر السياسة الامريكية في المنطقة وليست واشنطن.