منتدي الشهيد القائد سامي عمران ( ابو الفهد )
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي الشهيد القائد سامي عمران ( ابو الفهد )


 
الشهيد القائد سالشهيد القائد س  الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الفهرس
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
المواضيع الأخيرة
» صورتان للشهيدان نصر ابو شاور , وسامي عمران تفند كذب حماس في انتحارهما
الحلقة الثانية من حوار القائد الفتحاوى محمد دحلان مع صحيفة الحياة اللندنية I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 19, 2012 6:08 am من طرف خليل أبوسامى

» فهد كتائب الامن الوطنى
الحلقة الثانية من حوار القائد الفتحاوى محمد دحلان مع صحيفة الحياة اللندنية I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 19, 2012 6:02 am من طرف خليل أبوسامى

» عاجل تم استدعاء الاخ / اسلام سكر احد افراد الاجهزة الامنيه
الحلقة الثانية من حوار القائد الفتحاوى محمد دحلان مع صحيفة الحياة اللندنية I_icon_minitimeالسبت يناير 21, 2012 1:44 pm من طرف يامن

» هاهم رجال الامن الوطني 26/9/1996 يوم معركة البطولة انتفاضة النفق ....
الحلقة الثانية من حوار القائد الفتحاوى محمد دحلان مع صحيفة الحياة اللندنية I_icon_minitimeالأربعاء يناير 18, 2012 1:39 pm من طرف يامن

» فيديو اعدام الشهيد نصر ابو شاور على ايدي الانقلابيين
الحلقة الثانية من حوار القائد الفتحاوى محمد دحلان مع صحيفة الحياة اللندنية I_icon_minitimeالجمعة يونيو 17, 2011 3:14 pm من طرف تلميذ ابوالفهد

» طفل يقتال اباه بالخطأ
الحلقة الثانية من حوار القائد الفتحاوى محمد دحلان مع صحيفة الحياة اللندنية I_icon_minitimeالإثنين أكتوبر 27, 2008 3:48 pm من طرف فتحاوى جريئ

» نرجو الانضمام للمنتدي الجديد صوت عاصفه الفتح
الحلقة الثانية من حوار القائد الفتحاوى محمد دحلان مع صحيفة الحياة اللندنية I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 25, 2008 7:40 pm من طرف المدير

» تحركات مريبة لـ ' حماس ' واستعدادات لإعلان غزة دولة فلسطين المستقلة
الحلقة الثانية من حوار القائد الفتحاوى محمد دحلان مع صحيفة الحياة اللندنية I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 19, 2008 3:23 pm من طرف فتحاوى جريئ

» هجوم حماس على عائلة دغمش
الحلقة الثانية من حوار القائد الفتحاوى محمد دحلان مع صحيفة الحياة اللندنية I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 19, 2008 3:13 pm من طرف فتحاوى جريئ

» عصابات القسام تغتال أحد كوادر فتح بغزة بعد اختطافه وتعذيبه
الحلقة الثانية من حوار القائد الفتحاوى محمد دحلان مع صحيفة الحياة اللندنية I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 18, 2008 7:04 pm من طرف فتحاوى جريئ

» منظمة التحرير: اعتذار أولمرت لا يكفي
الحلقة الثانية من حوار القائد الفتحاوى محمد دحلان مع صحيفة الحياة اللندنية I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 18, 2008 6:23 pm من طرف النسر الطائر

» استغراب دولي ورفض إسرائيلي: رئيس جمعية الأمم المتحدة الجديد يقول أن الفشل الأكبر للجمعية هو عدم إقامة دولة فلسطينية وطالب بتطبيق قرار التقسيم
الحلقة الثانية من حوار القائد الفتحاوى محمد دحلان مع صحيفة الحياة اللندنية I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 18, 2008 6:20 pm من طرف النسر الطائر

» حماس تبحث عن ذرائع لفتنة جديدة بالضفة الغربية
الحلقة الثانية من حوار القائد الفتحاوى محمد دحلان مع صحيفة الحياة اللندنية I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 18, 2008 6:17 pm من طرف النسر الطائر

» اتصالات بين هنية وايران لمنع دخول قوات عربية الى غزة
الحلقة الثانية من حوار القائد الفتحاوى محمد دحلان مع صحيفة الحياة اللندنية I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 18, 2008 6:10 pm من طرف النسر الطائر

» وفد فتح يلتقي 'سليمان' الثلاثاء المقبل في القاهرة
الحلقة الثانية من حوار القائد الفتحاوى محمد دحلان مع صحيفة الحياة اللندنية I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 18, 2008 8:08 am من طرف النسر الطائر

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مكتبة الصور
الحلقة الثانية من حوار القائد الفتحاوى محمد دحلان مع صحيفة الحياة اللندنية Empty
سحابة الكلمات الدلالية

 

 الحلقة الثانية من حوار القائد الفتحاوى محمد دحلان مع صحيفة الحياة اللندنية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير
المدير
المدير


ذكر
عدد الرسائل : 348
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 24/08/2008

الحلقة الثانية من حوار القائد الفتحاوى محمد دحلان مع صحيفة الحياة اللندنية Empty
مُساهمةموضوع: الحلقة الثانية من حوار القائد الفتحاوى محمد دحلان مع صحيفة الحياة اللندنية   الحلقة الثانية من حوار القائد الفتحاوى محمد دحلان مع صحيفة الحياة اللندنية I_icon_minitimeالسبت أغسطس 30, 2008 8:20 pm

في هذه الحلقة يرد محمد دحلان على اتهامات وصفته بأنه «رجل الأميركيين» و«رجل الإسرائيليين»، ويتطرق الى ظروف وفاة الرئيس ياسر عرفات. كما يتحدث عن المفاوضات والحصار الذي فرض على المقاطعة، مشيراً الى صلابة عرفات في فترة الحصار وتصرفه «كقائد عام ورئيس حتى الثانية الأخيرة». وهنا نص الحلقة:

* ما هي قضية عائلة حلس؟

- عائلة حلس مثل كل العائلات الكبيرة في قطاع غزة. لها عدد كبير من الشهداء، 45 شهيداً على الأقل في الانتفاضة الأخيرة، ومن كل الفصائل. من العائلة هناك فتحاوي اسمه أبو ماهر حلس، دهموا بيته وقصفوه بالصواريخ، وكان حليفهم وصديقهم. كنا موافقين على هذه الصداقة، على رغم أنني اعترضت، لكن الجو العام في «فتح» لم يكن ضد ذلك. ولكن ماذا كانت نهاية الأمر؟ أن يقتحموا بيته ويدمروه بالصواريخ، ويقتحموا بيت أبو رمزي حلس ويقتلوا زوج ابنته، ويشردوهم على الجانب الإسرائيلي. هل تستطيع أن تتخيل حجم المأساة في أن يهرب فلسطيني من فلسطيني ويسلم نفسه الى إسرائيل؟ أبو ماهر حلس مطلوب لإسرائيل، و «حماس» تعرف ذلك. أن يهرب من غزة من ظلم «حماس»، وكان حليفاً لها، ويسلم نفسه الى إسرائيل رغم إدراكه أنه سيقتل أو يعتقل، أليس فيها كثير من الاستغراب والاستهجان والمذلة والقهر؟

* هل تعتبر أن «حزب الله» اللبناني يخدم القضية الفلسطينية؟

- اعتبر أن تجربة «حزب الله» تجربة عظيمة في الحالة اللبنانية. ربما بعض اللبنانيين ينتقدني على ذلك، لأنني لست متخصصاً في الشأن اللبناني، ولكن في ادارته للصراع مع إسرائيل، كان لدى الحزب كثير من الحكمة والانجاز. أما في الملف الفلسطيني، فلم يقدم شيئاً. الانتفاضة منذ ثماني سنوات، ماذا فعل؟ هل أدار جبهة في شمال فلسطين ليخفف عنا الضغط؟ كانت الانتفاضة حتى ستة شهور، تدار من الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وليس «حماس». ماذا قدم لنا؟ لا شيء.

* هل لـ«حزب الله» اللبناني وجود حالياً داخل الأراضي الفلسطينية؟

- ربما. الانتفاضة الثانية فتحت الباب لكل من يريد التدخل تحت اسم المقاومة.

* وعندما يطالب «حزب الله» بإطلاق أسرى فلسطينيين، ألا يخدم القضية الفلسطينية؟

- هناك فرق بين أن يطالب وأن يفرج عنهم. لست معجباً بتجربة أحمد جبريل في العمل الفلسطيني. أنا لا اعتبر نفسي سياسياً بل مناضلاً ذا تربية تنظيم. كسياسي يفترض أن لا آتي على اسم جبريل، ولكن كي أنصف للتاريخ، أعظم تجربة في تبادل الأسرى حدثت في عهد أحمد جبريل. أفرج عن 1150 سجيناً بينهم نحو 500 محكوم بالمؤبد، وكنت في ذلك الوقت في سجن عسقلان، معتقلون في الزنازين. كانت فرحة عامرة، كانت أعظم صفقة تبادل في تاريخ المقاومة الفلسطينية والعربية. أنا ساهمت في الإفراج عن 9500 سجين فلسطيني في المفاوضات تدريجياً، بينهم ألفان على الأقل محكومون بالمؤبد، لكن أضخم صفقة فيها (إطلاق معتقلين صدرت في حقهم) أحكام عالية كانت صفقة أحمد جبريل.

* هل تعرف جبريل؟

لا أعرفه لكنها تجربة أحترمها، على رغم موقفي منه أو موقفه مني

* هل تعرف خالد مشعل؟

- نعم. علاقتي عادية معه. التقينا في مكة. كان حديثاً عادياً. عندي رأي في خالد مشعل، لا أرى فيه زعيماً بل رئيس عصابة. الشخص الذي يقبل أن يُقتل فلسطيني ولا يستهجن أو يستغرب ذلك، لا ينتمي إلى الشعب الفلسطيني. على الأقل يستنكرها. خالد مشعل شاهد مذابح. هل هذا شخصية سياسية؟ هل يعتقد بأن التاريخ سينساها أو يغفر له؟ هل هذه مفخرة لحركة «حماس»؟ «حماس» تحولت من تنظيم جهادي عندما كانت تقاتل إسرائيل، إلى عصابة. انتهى الموضوع.

* لكنها نجحت في الانتخابات.

- نعم هذا صحيح. نجحت في انتخابات مثالية ديموقراطية، لكنها حولت بندقيتها الى صدر الشعب الفلسطيني. كيف يمكن لفصيل فلسطيني أن يأخذ شاباً فتحاوياً من بيته ويقتله أمام أبنائه؟ كل نضالك أصبح في مزبلة التاريخ. ربما تحصل أخطاء، أن يموت أحد في السجن أو غير ذلك، وتقول أنا آسف، لا تقول إنني أفتخر و «طهّرت» غزة. طهرتها ممن؟ طهّرتها من الفتحاويين والفصائل الثانية، حسناً، والمواطنين العاديين؟

* هناك مشكلة اسمها محمد دحلان. يُقال إنك رجل الأميركيين، ويُقال إنك رجل الإسرائيليين، ويُقال إن الخط الدحلاني هو خط الاستسلام. رجل منْ محمد دحلان؟

- أنا رجل فلسطين، ولا يستطيع أحد أن يزايد على أحد في فلسطينيته. لندع شعارات الكذب هذه جانباً. أولاً، أنا كنت مكلفاً مهمة تفاوضية مع الأميركيين والإسرائيليين طوال فترة وجود الشهيد ياسر عرفات. وأفتخر بأنني كنت الأصلب والأشجع في الدفاع عن الحقوق، في المفاوضات والجلسات والحوارات. وياسر عرفات لم يترك جلسة مع أي مسؤول إسرائيلي إلا وكنت فيها، لأنه يقدّر حجم جرأتي في الدفاع عن حقوقنا.
ولكن حين تكون مفاوضاً، لديك تكتيكات وعلاقات من واجبك أن تستخدمها إلى الحد الأقصى لمصلحة الشعب الفلسطيني. معظم الفلسطينيين باتوا متساوين في المفهوم السياسي، وغالبيتهم تريد دولة فلسطينية في حدود العام 1967، عاصمتها القدس الشرقية وتريد عودة اللاجئين. إذاً، ينبغي أن لا يزايد أحد على الآخرين. واجبي ليس أن أكذب على الشعب الفلسطيني، بل أن أصدِقه القول وأدافع عن حقوقه وأحصل على الحد الذي أجمع عليه المجلس الوطني في العام 1988، ومن يتزحزح عن ذلك، يخون القضية.
أنا كمواطن فلسطيني ومسؤول لا أقبل بأقل من حدود 67 والقدس الشرقية عاصمة للدولة وعودة اللاجئين على أساس القرار 194. اليوم «حماس» تطالب بأقل من ذلك، تريد فتح معبر.

* إذاً أنت لست رجل الأميركيين؟

- هذا أسلوب مبتذل لشخصنة الصراع والجدل والخلاف. ألم تكن «حماس» تعتبر التنسيق مع إسرائيل جريمة وطنية؟ الآن هذا جزء من الاتفاق (على التهدئة). اليوم تبحث «حماس» عن طريقة للتنسيق مع إسرائيل، لإدخال الطعام والشراب من المعابر، هذا كله تنسيق. أنا حصلت على أفضل اتفاق للمعابر خلال المفاوضات على انسحاب إسرائيل من قطاع غزة، وأفتخر به لأنه تضمن بنداً يمنع إسرائيل من إغلاق المعابر، واعتبرت «حماس» إنه اتفاق مذل. واليوم، تقبّل الأيادي للوصول إلى اتفاق أقل منه بمئتين في المئة. كيف كان (الاتفاق) خيانة حين كلفني «أبو مازن» و «أبو علاء» به، واليوم صار فتح المعبر لمدة يومين، بتدخل مصر والأمم المتحدة، إخضاعاً لإسرائيل؟ هذا تلاعب بالألفاظ الكاذبة والشعارات الفارغة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تقدم حلولاً للشعب الفلسطيني.
أما قصة رجل الأميركيين، فما معناها؟ أنا ذهبت مع «أبو عمار» إلى الولايات المتحدة في كل رحلاته وفاوضت معه وأديت واجبي. انتم («حماس») أقمتم الدنيا ولم تقعدوها عندما استقبلتم رئيساً أميركياً (جيمي كارتر)، ليس فقط سابقاً، بل سابق سابق السابق. هذه ليست خيانة، أما الجلوس مع بوش أو كلينتون فخيانة! هذا المنطق أصبح صدئاً.
أما الخط الدحلاني، فليس تهمة. أنا واضح في مواقفي، ودليل محبة الناس أنني فزت على «حماس» في الانتخابات وكنت الأول. إذا جرت انتخابات ثانية، سأنجح فيها وأكون الأول لأن الشعب الفلسطيني يريد مصداقية، لا شعارات.

* هل مات ياسر عرفات مسموماً؟

- لا أستطيع أن أجزم بأنه مات بفعل فاعل. وفاته لم تكن طبيعية. كنت تركت العمل بعد فك الحصار عن الرئيس عرفات، وأبلغني مكتبه وأنا في اسبانيا أنه مريض. فعدت إلى رام الله ووجدته في حالة مزرية. ولم يكن هناك قرار بنقله للعلاج في الخارج لأن الأخت سهى (زوجته) كانت معترضة على نقله من دون ضمانات بالعودة. لكن القيادة الفلسطينية قررت سفره، وأنا ممن أقنعوهم بذلك.

* لم يكن في وعيه؟

- نعم. أذكر تلك اللحظات الصعبة. كنت كلما دخلت عليه أجده نائماً، فأفقته مع مرافقيه والأخت سهى. وقال لي إنه مصاب بالانفلونزا. كان طبيعياً أن يصاب ببرد شديد، لكنني لاحظت مرضه الشديد وتغير وجهه. كان جسده هزيلاً متعباً. حينها استحضرت علاقتي مع «أبو عمار» الأب المناضل، الزعيم السياسي المشاكس، وكانت أول مرة أقبل يده قبل ليلة من ذهابنا إلى فرنسا.

* من اجتمع ليلتها وقرر سفره إلى فرنسا للعلاج؟

- الأخ «أبو مازن» والأخ «أبو علاء» وآخرون، ولكن حين طلب «أبو عمار» رؤيتي، قال لي إنه لا يرغب في السفر. سألته لماذا؟ قال: «لأن الإسرائيليين لن يسمحوا لي بالرجوع، وصحتي ستتحسن خلال يومين». فقلت له سنتصل بمصر والسعودية والجانب الأميركي لنحصل لك على حق العودة. وبالفعل حصلنا على ضمانات، ومازحته قائلاً: إذا كنت تخشى على القيادة الفلسطينية، فستجدها كما هي بعد عودتك. فابتسم ابتسامة كطفل، وقال: طالما الأمر كذلك، فأنا مستعد للذهاب على أن تأتي معي، فقلت له: فوراً، ولكن ليس لديّ جواز سفر. أصر، فقال له أحد الحضور ممازحاً: أنت خائف من أن «يخربش محمد الدنيا من وراك؟»، فضحك ضحكة قال المرافقون إنه لم يضحكها منذ أسبوعين. كنت سعيداً بذلك، فسبقته إلى عمّان في الليلة ذاتها. وفي السادسة صباحاً وصلت الطائرة الفرنسية وأنهينا الترتيبات وغادرنا إلى فرنسا.

* إذاً كان قلقاً من عدم العودة؟

- نعم. لكنني ذكرته برفض الإسرائيليين السماح لطائرته بالهبوط في مطار غزة في العام 2001 بعد عملية كبيرة في تل أبيب. حينها أصر على الهبوط من دون إذن، فوافقته على رغم عدم اقتناعي. وقلت له إن لدينا ضمانات من الأردن ومصر والولايات المتحدة، وحتى من الإسرائيليين.
الغريب أنه أفاق بعدما سافرنا بثلاثة أيام، وكان يتحدث إلينا هاتفياً. اتصل بالدكتور سلام فياض لسؤاله عن دفع الرواتب، كما اتصل بي لمتابعته وإصدار بيان مع الأخ نبيل أبو ردينة والأخ خالد سلام يؤكد أنه في صحة جيدة. ولكن بعد يومين أبلغني مسؤول مهم في الحكومة الفرنسية أن الرئيس «أبو عمار» تدهورت حالته، و «نعتقد بأنه سيفارق الحياة خلال يومين، وعليك أن تطلع القيادة الفلسطينية على الوضع، أو أن يأتي وفد منها إلى باريس. كان ميتاً إكلينيكياً.
عدت فوراً إلى الأخ «أبو مازن»، واجتمعنا في منزله مع الأخ «أبو علاء». أمضينا ليلة طويلة حتى اتخِذ القرار بأن يذهبا إلى فرنسا ليتواجدا هناك. كانت لحظات صعبة لا أنساها.

* يُقال إن ياسر عرفات أحبك كثيراً، وإنه قال لك ذات يوم إنه أحبك كما أحب الشهيد «أبو حسن سلامة». هل هذا صحيح؟

- أنا لم أعش مع «أبو عمار» في بيروت، لكنني علمت أن له علاقة مميزة مع الأخ الشهيد «أبو حسن سلامة» الذي اغتيل بأيدي الإسرائيليين في بيروت. طبعاً تشرفت بعلاقتي مع الرئيس «أبو عمار». اتفقت معه بمحبة، واختلفت معه مرة واحدة بشرف.
كان الخلاف بيننا في شأن «وثيقة كلينتون»، وكان هناك تردد في قبولها. واتُهمت من بعض القيادات الفلسطينية التي تطالب اليوم بحلول بسيطة، بأنني كنت أدفع في اتجاه الموافقة. وأنا أتشرف بأنني كنت من القلائل الذين نصحوا الرئيس بقبول الوثيقة، وليس كامب ديفيد. هناك تمييز بينهما. في كامب ديفيد لم يكن هناك عرض جدي، ولكن بعدها بثلاثة شهور، ذهبت مع الدكتور صائب عريقات وتسلمنا وثيقة من الرئيس كلينتون. كنا تفاوضنا سراً مع الجانب الإسرائيلي لإخراج الوثيقة التي تتحدث عن 97 في المئة من الأرض، وتبادل 3 في المئة، ومعظم القدس الشرقية، وعودة اللاجئين على أساس اقتراح كلينتون. لكنها كانت الأقرب إلى الحقوق الوطنية الفلسطينية.

* لماذا تردد عرفات في رأيك؟

- هذه قصة طويلة. ولكن دعني أقول إن علاقتي بالرئيس «أبو عمار» كانت علاقة أب بابنه، لكنه ابن جريء في الحديث مع والده الذي كان زعيماً وأباً ورمزاً بكل معنى الكلمة. كان طفلاً في كثير من اللحظات. كان يمازحنا ويتعامل معنا بسهولة، ولم تكن العلاقة معه معقدة، على رغم ما له من تاريخ وإرث. كان متواضعاً وبسيطاً جداً، وتحملنا كثيراً. باختصار، كان رجلاً كبيراً تختلف معه أو تتفق معه، لكنك تشعر بالرضا وأنت ذاهب إلى بيتك في نهاية اليوم، على رغم كل الضغط والتعب والصراخ وسط الظروف الصعبة التي عشناها في ظل ميزان قوى مجنون ليس في مصلحتنا، لكننا صمدنا أمامه.

* هل كان «أبو عمار» صلباً في المفاوضات؟

- جداً. كان الأكثر جرأة في العلاقة مع إسرائيل. كان يمتلك من الجرأة ليقول لا ويصرخ ويختلف ويتفق. ولكن في نهاية الأمر، ضعف أمام اتخاذ القرار الكبير. كان يرى نفسه زعيم أمة إسلامية. وبالمناسبة، كان همه في المفاوضات، الحرم الإبراهيمي والقدس. انس كل ما كتب عن أن المفاوضات في كامب ديفيد انهارت بسبب اللاجئين. هذا ليس صحيحاً. المفاوضات انهارت بسبب القدس والحرم. كنا نعود إليه بالتقارير، فلا يركز معنا بالاستماع، وبعد أن ننتهي يسأل: أين الحرم؟ فنرد بأننا لم نتفق عليه بعد، فيقول: اذهبوا وأكملوا. من يقول غير ذلك، فهو لا يعلم أو سمع من راوٍ. القدس كانت محور الحياة الشخصية للرئيس عرفات. كان همه: من أين سأعلن الدولة؟ من القدس أم من غيرها؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abofhd.ahlamontada.net
المدير
المدير
المدير


ذكر
عدد الرسائل : 348
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 24/08/2008

الحلقة الثانية من حوار القائد الفتحاوى محمد دحلان مع صحيفة الحياة اللندنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحلقة الثانية من حوار القائد الفتحاوى محمد دحلان مع صحيفة الحياة اللندنية   الحلقة الثانية من حوار القائد الفتحاوى محمد دحلان مع صحيفة الحياة اللندنية I_icon_minitimeالسبت أغسطس 30, 2008 8:22 pm

* هل كان ليوقع على أي اتفاق لا يشمل القدس؟

- أبداً. كان يقول هذا دائماً، وكلنا كنا نقول ذلك. الكل كان ملتزماً خط ياسر عرفات، وهو ليس ديكتاتوراً. كانت آلية اتخاذه القرار غريبة، لكنها مقنعة. كان يلقي بفكرة ويجمع لجنة المفاوضات التي كانت بمثابة مطبخ سياسي دائم، لا يتخذ قراراً من دونها. يستمع إلى الجميع، ثم يأخذ قراره النافذ في نهاية الأمر. كان يناقش بعض الزعماء العرب وبعض الدول الأوروبية ليبلور قراره. كانت آلية ديموقراطية، على رغم أنها ليست مؤسسية. لم يكن يترك شاردة أو واردة إلا ويناقشها، ليتخذ القرار بمفرده في نهاية الأمر.

* هل كان يشعر بخيبة من العرب حين حوصر في المقاطعة؟

- كانت لديه حسرة.

* هل قال لك شيئاً؟

- لا أريد أن أتحدث عن ذلك. لكنه كان طلبني قبل الحصار لتقويم الموقف. وأفتخر بأنه كان يعتمد على تقدير موقفي، تحديداً في إطار العلاقة الفلسطينية - الإسرائيلية، بحكم معرفتي بالتفاصيل ولأنه يعرف أنني أمتلك الجرأة لمواجهة الإسرائيليين على طاولة المفاوضات وعلى غيرها، بهدف إعادة مسيرة السلام إلى وضعها الطبيعي.
كنت في مكتبه في 25 آذار (مارس) 2004 حين اقتحمت إسرائيل الضفة. قال لي إن الأمر يبدو صعباً. كان الشهر الأكثر دموية في تاريخ الانتفاضة، وكانت ذروة العمليات المتبادلة وتوازن الخسائر. كانت بمعدل إسرائيلي مقابل ثلاثة فلسطينيين، بعدما ظلت تاريخياً واحداً إلى عشرين. قال لي: أريد أن تذهب باسمي لترى إمكان وقف النار مع الإسرائيليين. طلبنا من الأميركيين، فرفضوا أن يشاركوا ليأسهم من إمكان التوسط.
ذهبت إلى إسرائيل واجتمعت مع وزير الدفاع ورئيس الأركان آنذاك. وعدت إلى الرئيس بعد ثلاثة أيام بموقف مكتوب. قلت له: تعرف أن يديّ في النار مثلك، وأنت محاصر وأعتقد بأن عليك أن توقف العمليات في أي حال من الأحوال بالتوافق مع الفصائل، لأن الجو في إسرائيل يشهد تقارباً بين حزب «العمل» وشارون تحت ضغط الجمهور، لتدفع أنت والضفة وغزة الثمن.
طلب مني أن أشرح ذلك في اجتماع لأعضاء المجلس الثوري في رام الله، فدعاهم إلى مكتبه وقدمت تقريري. وكان الأخ مروان البرغوثي على يميني في ذلك الاجتماع. قلت إن علينا وقف العمليات لأن الرئيس والضفة سيدفعان الثمن، ويجب ألا نقطع الأمل لدى الإسرائيلي بوقف للنار، لأن ذلك سيطلق العنان لآلته العسكرية بلا حماية سياسية من المجتمع الدولي للشعب الفلسطيني. وما يحمينا ليس قوتنا العسكرية، بل الحاضنة الدولية والمجتمع العربي.
الوحيد الذي اعترض على حديثي بملاحظة، كان الأخ مروان البرغوثي الذي قال أن علينا أن نوقف كل العمليات في إسرائيل، ونترك هامشاً في أراضي 67. اعترضتُ وقلت إن الإسرائيليين يبحثون عن ذريعة جديدة وينتظرون عملية واحدة لإطلاق العنان لعملية عسكرية كبرى. في اليوم التالي، طلب الرئيس «أبو عمار» قيادة «حماس» في الضفة وشرح الوضع، وقال إنه سيدفع ثمن أي عملية. بعد يومين، نفذت «حماس» عملية نتانيا التي قُتل فيها 20 مدنياً، وبعدها كان الاقتحام والحصار الكبير الذي استمر 33 يوماً.
حين بدأت العملية، كنت في فندق قريب من المقاطعة، فاتصل الرئيس وسألني: هل من الممكن أن نطلب عقد اجتماع عاجل للجنة الأمنية الرباعية (إسرائيل وأميركا ومصر والسلطة)؟ فقلت له أن هذا سيكون صعباً. حاولنا الاتصال بإسرائيل فلم يرد أحد، وتأكدنا أن العملية آتية، وأبلغنا طرف أجنبي بموعدها. كان يفترض أن أعود إلى غزة، لكنني آثرت أن أبقى مع «أبو عمار».
بعد بدء العملية، شعرنا بالدبابات تقترب من المقاطعة، فأصر على خروجي منها إلى منزل أحد الأصدقاء لإجراء اتصالاتي بالمجتمع الدولي، خصوصاً أنه توقع قطع الاتصالات عنه. كانت تربطني علاقة شخصية مباشرة مع خافيير سولانا (منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي). واتصلنا بالأمير بندر بن سلطان الذي كان مسؤولاً عن التنسيق بين السلطة والسعودية وبالوزير عمر سليمان (رئيس الاستخبارات المصرية) وبالأردن وتيري رود لارسن (مبعوث الأمم المتحدة) وغيرهم.
بعد أسبوع تقريباً، وافقت إسرائيل على استقبال أول مكالمة منا. وباءت محاولاتنا لفك الحصار عن الرئيس «أبو عمار» بالفشل. كثّفت مصر والسعودية والأردن اتصالات جدية بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ولا حياة لمن تنادي، حتى زيارة ولي العهد السعودي آنذاك الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى مزرعة الرئيس جورج بوش. وفي هذا اللقاء، تم الاتفاق على فتح أول آلية اتصال بيننا وبين الإسرائيليين للتفاوض على آلية فك الحصار.

* يعني ضغط الملك عبدالله على الرئيس بوش.

- نعم. وأنا أعرف تفاصيل كثيرة عن ذلك إذ كنت على اتصال بين الرئيس «أبو عمار» وسولانا، والسعودية ومصر والأردن. ولكن لم تكن هناك اتصالات مع الإسرائيليين، حتى نجحوا في ترتيب لقاء بين وفد فلسطيني يمثل أبو عمار والجانب الإسرائيلي.
طلبنا أن نرى أبو عمار قبل الذهاب إلى اللقاء، فرفضت إسرائيل إلى أن حصلنا بتنسيق مع لارسن على موافقة على لقاء وفد فلسطيني مع «أبو عمار»، فاختارني أنا والدكتور صائب عريقات والأخ «أبو علاء» وياسر عبدربه والأخ «أبو مازن». كان الوضع مأسوياً، وتحدثنا عن الممكن.
كانت إسرائيل تطالب بأن تدخل لتفتيش المكان، وبتسليم كل من في المقاطعة، بمن فيهم الشوبكي وسعدات، لمحاكمتهم في إسرائيل. رفضنا هذا الطلب بالإجماع. واختاروني للذهاب إلى المفاوضات مع الإسرائيليين وطلبت أحد الأخوة، فقال «أبو عمار» أن واحداً يكفي. وكانت أصعب مفاوضات عشتها في حياتي.

* مع مَن تفاوضت؟

- كان مقابلي عمري شارون وقائد الضفة الغربية موشيه كابلانسكي، في بيت شخص. ولمزيد من الإذلال كي يضمنوا عدم التوصل إلى اتفاق، أرسلوا دبابة لينقلوني فيها، فرفضت الخروج. فقال «أبو عمار»: اخرج لأنهم يريدون أي حجة لإفشال اللقاء. وتوصلنا إلى توافق على أن أذهب في سيارة السفير النروجي من رام الله إلى تل أبيب. وقدّرت أن مجرد موافقة إسرائيل بضغط أميركي، بعد الضغط الذي مارسته السعودية ومصر على الرئيس بوش، يعني أن مرحلة الخطر على عرفات انتهت. ذهبت وأنا مرتاح نفسياً إلى أن القضية غير خاسرة، لكنها تحتاج إلى صبر وحرب أعصاب.
اجتمعنا حتى السادسة صباحاً. كان أسوأ اجتماع حضرته في حياتي، لكنني كنت مستوعباً للسيناريو الذي حدث. جلس ثلاثتهم أمامي، وبدأوا في إعطائي تعليمات كأنني سجين. تذكرت آنذاك فترة وجودي في سجون إسرائيلية وكيفية تصرف إدارة السجن معي. اشترطوا سحب الأسلحة من المقاطعة وتسليم كل مَن فيها لمحاكمته في إسرائيل، وبعد ذلك يحق للرئيس «أبو عمار» أن يخرج من المقاطعة، فقط في رام الله.
كان الموضوع محسوماً دولياً. وكان واجبي أن أحصل على أفضل اتفاق. وبعدما أنهوا محاضرتهم، قلت إن الرئيس ياسر عرفات في مكتبه وقرر أن يقاتل ويستشهد. لن نسلم أحداً ولن تدخلوا للتفتيش، وأمامكم خياران، إما أن تقتلوا الرئيس «أبو عمار»، وإما أن تسمعوا مني اقتراحات أخرى. فقالوا: لا. انقل هذه الشروط إلى عرفات، وأبلِغنا النتائج.
عدت إلى رام الله وحاولت دخول المقاطعة للتشاور مع «أبو عمار»، فرفضت إسرائيل، وقالت تشاوروا عبر الهاتف لتكسب مزيداً من الوقت. نصحت الأخوة بأن نصبر ونضبط أعصابنا لأن الخطر الحقيقي زال. لكن القوة العسكرية في المقاطعة منعت دخول الطعام، وبدأت تتصرف كأنها تجهز نفسها لاقتحام المكان. تحدث معي الرئيس «أبو عمار»، كانت بيننا 20 مكالمة في اليوم على الأقل. قال لي إنهم يجهزون للاقتحام، فقلت له اطمئن. كانت أعصابي باردة جداً في ذلك الوقت، ولم يحدث شيء.
ذهبنا إلى إسرائيل في اليوم التالي، وتوصلنا إلى اتفاق على أن لا تدخل قواتها المقاطعة، وأن يُفرج عن الرئيس ويحق له السفر إلى غزة وخارج فلسطين، وأن يذهب كل مَن في المقاطعة إلى بيته باستثناء المطلوبين لدى إسرائيل، وهم الأخ فؤاد الشوبكي والأخ أحمد سعدات ومن قتَلوا (وزير السياحة الإسرائيلي السابق رحبعام) زئيفي، على أن يحاكموا أمام محكمة فلسطينية ويسجنوا في فلسطين. ولكن بعد سنة اقتحمت إسرائيل أريحا وخطفتهم.

* في لحظات الشدة، هل كان ياسر عرفات ثابت الأعصاب؟

- جداً. «أبو عمار» تصرف خلال فترة الحصار كشهيد. كان يحمل رشاشه في يده في أزقة المقاطعة طوال الفترة، وكنت أمازحه وأقول له دعك من هذا الرشاش، فيرد قائلاً: «ما بياخد الروح إلا اللي حاططها». كان سلوكه سلوك شهداء. حتى حين وسّطنا كل الدنيا، وجاء (كولن) باول وأراد أن يزور مناطق السلطة الفلسطينية ويلتقي الوفد المفاوض من دون ياسر عرفات، رفضنا هذا. لكن الرئيس «أبو عمار» أصر على أن نذهب، فتمسكنا بموقفنا، وأجبرنا باول على أن يأتي إلى مقر المقاطعة لحضور الاجتماع. وكان «لقاء الفرصة الأخيرة» فاشلاً من الطراز الأول.

* هل كان «أبو عمار» حاضراً؟

- طبعاً. ترأس اللقاء لكنه تصرف بعواطفه أكثر مما تصرف كزعيم سياسي، من وجهة نظري. ولا أريد أن أتحدث في تفاصيل الاجتماع الذي كان الأخير بيننا وبين الإدارة الأميركية في عهد الرئيس «أبو عمار».

* هل كان عصبياً؟

- نعم. كان عصبياً وعاطفياً، وهذا حقه لأنه كان محاصراً. سياسياً كنا نعتبر أن إحضار باول إلى المقاطعة المحاصرة، فيه رمزية وانتصار سياسي من وجهة نظري، وإن كان محدوداً.

* فلنعد إلى وفاة عرفات. قلت أنها لم تكن طبيعية.

- طبعاً. هو حوصر سنتين أو ثلاثاً تقريباً. وعمل غير إنساني أن يحشر رجل في سنه في هذا المكان غير الصحي. الرئيس «أبو عمار» كان يعيش حياة البساطة، ومكتبه غير مؤهل لبقاء هذا العدد من الأشخاص. كان في كل غرفة 50 شخصاً تقطع عنهم المياه في الصباح والكهرباء في الليل.

* ألا توجد مؤشرات إلى موته مسموماً؟

- حين يُقال من أعلى سلطة سياسية وطبية في فرنسا أن الرئيس ياسر عرفات توفي بمرض غير معلوم لدينا، ماذا يعني ذلك؟ هذه صياغة ليست طبية. هذه صياغة سياسية معناها أن فرنسا لا تريد أن تتحمل مسؤولية القول إن الوفاة طبيعية أو غير طبيعية، بالتالي هذا يدعونا إلى الشك في أنه مات مسموماً، خصوصاً أن إسرائيل كانت تدخل إليه الطعام طوال فترة الحصار، ولكن ليس لديّ شيء قاطع يجزم بذلك. هذا تقويم وتقدير موقف وتحليل منطقي.

* هل كان لديه شعور بأن تلك هي أيامه الأخيرة؟

- أبداً. تصرف كقائد عام ورئيس حتى آخر ثانية.

* هل تفتقده؟

- أبو عمار كان رجلاً خفيف الدم، وصاحب نكتة وليس معقداً. حتى إذا أخطأت في حقه يتسامح. حين ذهبت لمصالحته بعدما غضبت وساءت العلاقة بيننا فترة محدودة بسبب بعض التعيينات العسكرية، أخرَجَ الوسيطين الأخ عزام الأحمد والأخ روحي فتّوح من الغرفة. وجلسنا جلسة عمل ولم يناقشني أو يعاتبني، وعندما عاتبته قال لي: حقك عليّ، فقبّلت رأسه. كان زعيماً حياته مركّبة يسندك ويحمي ظهرك في غيابك.

* هل تعرض لمحاولة اغتيال بعد عودته من أوسلو؟

- لا. كانت هناك فوضى من «حماس» حين أقدمت على تنفيذ اغتيالات في صفوف الشرطة في 1995. وكنا نحرص على ألا يحدث هذا، لذلك كنا نتخذ ترتيبات أمنية خاصة حول «أبو عمار». وتقديري أن «حماس» لم تفكر أبداً في اغتيال ياسر عرفات، لكنها خوّنته وشككت في وطنيته. كان يقول لي: دعهم يقولون ما يشاؤون، المهم ألا نغيب عن هدفنا الحقيقي. وما قالوه عني هو نقطة في بحر ما قيل عن «أبو عمار» رحمه الله.

* من كان الأقرب إلى ياسر عرفات في آخر أيامه؟

- كان يُشعِر كل فلسطيني بأنه الأقرب إليه. كل فلسطيني له حصة في عرفات، ومن يدعي غير ذلك، فهو واهم.

* هل عرفت «أبو جهاد» في شكل شخصي؟

- عملت معه حتى يوم استشهاده. في الأرض المحتلة كنت مرتبطاً به، وحين اعتقلت في عمّان بعد إبعادي في 1987، جاء «أبو جهاد» وأخرجني من السجن وأخذني معه في الطائرة إلى مصر. عملت معه هناك حتى أبعِدت إلى بغداد، حيث عملت معه في إدارة الانتفاضة الأولى حتى استشهاده في 16 نيسان (أبريل) 1988. ثم جاء الأخ «أبو عمار» وأخذني إلى تونس وعينني عضواً في المجلس العسكري.


* غداً حلقة ثالثة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abofhd.ahlamontada.net
 
الحلقة الثانية من حوار القائد الفتحاوى محمد دحلان مع صحيفة الحياة اللندنية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحلقة الثالثة من حوار القائد الفتحاوى محمد دحلان مع صحيفة الحياة اللندنية
» اعتذروا للقائد الفتحاوي محمد دحلان...... بقلم : محمد حسن
» الحلقة الرابعة..دحلان يفتح دفاتره: زوجتي محجبة وكانت تدافع عن حماس ثم اكتشفت أنهم نصابون وحماس باتت دكاكين ولا يمكنها تحريك أي انتفاضة جديدة
» حماس تشن هجوم على القيادى 'محمد دحلان'
» دحلان لـ «الحياة»: «حماس» رهينة إيران والقضية مهدّدة والحل بالانتخابات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي الشهيد القائد سامي عمران ( ابو الفهد ) :: القائد العام الشهيد الرمز ياسر عرفات :: قسم النقاش السياسي-
انتقل الى: