القاهرة-الكوفية برس- إليكم نص الرسالة الجوابية التي بعث بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى نظيره المصري حسني مبارك وشرح فيها الموقف الرسمي للرئاسة الفلسطينية وحركة فتح ومنظمة التحرير من الحوار الفلسطيني- الفلسطيني والمصالحة مع حركة حماس الخارجة عن القانون،حيث أكد ان القيادة الفلسطينية لا تمانع في قيام حكومة توافق وطني، يتوفر فيها اولاً وأخيراً شرط إنهاء الحصار عن شعبنا،وليس الوقوع فيه،وتشرف على إجراء انتخابات تشريعة ورئاسية جديدة.
كما أكد على انه في المرحلة الاولي لابد في من تواجد قوات عربية في قطاع غزة تتولى مساعدة الحكومة في إعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس مهنية،وشدد على ان الحاضنة الشرعية لكل مكونات الحركة الوطنية الفلسطينية والشعب الفلسطيني،هي منظمة التحرير الفلسطينية،وتعهد بان يبذل أقصى جهده لإنجاح الحوار.
وفيما يلي النص الكامل للرسالة:
سيادة الرئيس محمد حسني مبارك حفظه الله رئيس جمهورية مصر العربية القاهرة
تلقيت ببالغ التقدير والاحترام، دعوة مصر، لمباحثات ثنائية بشأن الحوار الفلسطيني-الفلسطيني ويسعدني ان أؤكد لسيادتكم، ترحيبنا وتلبيتنا لهذه الدعوة، التي درست باهتمام وجدية،من جانب مؤسساتنا القيادية جميعاً،في منظمة التحرير والسلطة الوطنية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح».
أنني وقد واكبت منذ البداية، التحرك المصري الدؤوب والبناء، من اجل تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإنهاء حالة الانقسام التي تهدد بتدمير منجزاتنا الوطنية جميعاً،واستمرار الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا،لاؤكد لسيادتكم من جديد تقدير الشعب الفلسطيني لهذا التحرك وثقته بفاعليته ونزاهته،وهذا ما يحدونا الى تعليق الآمال الكبيرة على لقاءات القاهرة، وما يحفزنا على تقديم اقصى المستطاع لتحقيق النتائج المرجوة.
سيادة الرئيس
أنني اتفق مع تقديركم، بأن المناخ الحالي،يمثل انسب وقت لبدء حوار وطني فلسطيني موضوعي وهادف، يؤدي الى عودة اللحمة الفلسطينية، وإعلاء المسؤولية الوطنية، على ما عدا ذلك.
ان جرح غزة النازف،لا يتوقف بتأثيراته السلبية على ساحتنا وقضيتنا وصورتنا، وإنما يطال الأمن القومي المصري والعربي حيث الاستغلال الجشع لهذا الجرح من قبل جهات عديدة،تحاول وبكل أسف،جعل قضيتنا المركزية والعادلة،مجرد ورقة تتقاذفها الأهواء والأجندات غير الفلسطينية وغير العربية.
انني يا سيادة الرئيس وفي ردي على البند الأول من رسالتكم، أؤكد جازماً، بأن إنهاء حالة الانقسام على ساحتنا، كان وما يزال وسيبقى على رأس أولوياتنا السياسية والوطنية،وهذا ما دعاني الى القيام بمبادرة الحوار الشامل،والرهان على القاهرة عاصمة للوفاق الوطني،وللوئام المنشود في مجتمعنا، وحركتنا الوطنية، ومنظمتنا وسلطتنا.
انني أتعهد من موقعي كرئيس منتخب لكل الشعب الفلسطيني، بأن ابذل كل ما بوسعي، لإنجاح الحوار، كوسيلة لا بديل عنها لإنهاء الخلافات الداخلية، خاصة بعد ان رأينا جميعاً، النتائج التي أوصلنا لها الانقلاب العسكري، ورأينا مع هذه المغامرات،أول خيوط الدم،المنذرة بحرب أهلية، والتي لن اسمح بأي حال من الأحوال بالوقوع فيها او الاستمرار بها، او الانزلاق إليها،حتى لو هان الأمر على آخرين.
سيادة الرئيس
بالنسبة للبند الثاني فإنني أؤكد على ان هدف الحوار المنشود، هو بلوغ أعلى درجات التفاهم الداخلي، وبذل الجهد المشترك من اجل إعادة الروح والحيوية لمشروعنا الوطني، الذي يتجسد في الإجماع الدولي والعربي والفلسطيني بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وقيام دولتنا المستقلة، على كامل الأرض الفلسطينية التي احتلت في العام 1967، وعاصمتها القدس الشريف، مع حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين، وذلك وفقاً للمبادرة العربية للسلام، التي أضحت بالنسبة لنا سقفا لا يمكن النزول عنه، لما تمثله من تلبية للأهداف الفلسطينية والعربية، ومن إجماع عربي وإسلامي.
وفي سبيل هذا المشروع، الذي لا يملك كائناً من كان حق تقويضه، او التشكيك في صدقيته،فلن نمانع في الإقدام على اية خطوة يتطلبها الحفاظ على هذا المشروع، بما في ذلك قيام حكومة توافق وطني، يتوفر فيها اولاً واخيراً شرط إنهاء الحصار عن شعبنا، وليس الوقوع فيه.
ان الحكومة المنشودة، ينبغي ان تكون حكومة كفاءات وطنية، وليس حكومة فصائل، تقوم بالسهر على مصالح شعبنا، وإدارتها على أفضل وجه،الى جانب تعاونها ووفق القوانين مع لجنة الانتخابات المركزية، للإعداد لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية الجديدة. ولكي يتحقق ذلك لابد في المرحلة الأولى من تواجد قوات عربية في قطاع غزة تتولى مساعدة الحكومة في إعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس مهنية.
أما ردنا على السؤال الثالث، فأننا نعتبر الحوار الوطني الشامل، فرصة جدية، للبحث في القضايا المتعلقة بالشأن الفلسطيني، واضعين في الاعتبار، ان الحاضنة الشرعية لكل مكونات الحركة الوطنية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، هي منظمة التحرير الفلسطينية، التي ارتضينا ومعنا كل الأخوة العرب والعالم، على أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ويتعين على كل فصيل او تشكيل سياسي فلسطيني او قوة مستقلة، الالتزام بقراراتها وباتفاقاتها، وتعهداتها في المجالات كافة.
اخيراً...اجدد شكري لسيادتكم، ولمصر الحبيبة تحت قيادتكم الحكيمة، وأتوجه بالشكر كذلك لمعالي الوزير عمر سليمان، الذي جسد سياسة سيادتكم بجهد دؤوب وصبر لا ينفذ، مع زملائه ومساعديه كافة.
مع كل المحبة والتقدير
رام الله 9-8-2008أخوكم
محمود عباس
رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية
القائد العام لحركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح».