النائبة أبو بكر: دور المرأة الفلسطينية مكتوم وفاقد الشيء لا يعطيه
كاتب الموضوع
رسالة
المدير المدير
عدد الرسائل : 348 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 24/08/2008
موضوع: النائبة أبو بكر: دور المرأة الفلسطينية مكتوم وفاقد الشيء لا يعطيه الإثنين أغسطس 25, 2008 8:47 am
أكدت النائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني نجاة أبو بكر أن: " دور المرأة الفلسطينية في فلسطين لازال باهتاً وخافتاً ومكلوماً. ومجتمعات الاحتراب، و مجتمعات العسكرة دائما تصنع نفسية مكسورة ونفسية غير قادرة على الوصول إلى نهاية الطريق. " و المرأة مكسورة ومكلومة نتيجة الانتهاكات الكبيرة والممارسات الشديدة التي تعرضت لها ، فهي بالتالي لن تنتج شيء مميز لغاية الآن ، و رغم كل النضال الذي ناضلته المرأة الفلسطينية فإنها تشكل فقط 4% من المواقع القيادية " .
وأضافت أبو بكر في حوار مع وكالة " قدس نت للأنباء " مع النائبة حول وحياتها العلمية والعملية، وعن دور المرأة الفلسطينية في اتخاذ القرار. أن البندقية التي كنا نتباهى بها الآن ندعو بداخلنا أن تصمد لأنها كانت فعلا تحمل مشروع سياسي، أما الآن أصبحت هذه البندقية لاتحمل أي مشروع سياسي بل أصبحت تشكل خطر على الإنسان الفلسطيني وعلى المرأة الفلسطينية بالدرجة الأولى. لأنه حينما يصل البيت إلى درجة من الوضع الاقتصادي السيئ فان المرأة هي التي تتحمل المسؤولية وحين يتسرب الأولاد من المدرسة وحينما يجوع الأطفال في البيت وحينما يكونون صغار ويكبرون ويمارسون قضايا قصة الفلتان الأمني هنا وهناك تتحمل المرأة هذه الأمور ".
وتابعت أبو بكر: " المتضرر من أي انفلات أو انكسار أو انهزام هي المرأة الفلسطينية، و أنا توقفت جدا عند المرأة الفلسطينية في عام 1948م لان المرأة الفلسطينية هزمت وكسرت و فقدت الحبيب والزوج والأخ والبيت والحقل وكل مكونات الصمود والانتصار ". وكل هذه الأمور فقدتها المرأة الفلسطينية، حيث يقال بأنها مقومات الصمود، وأنا أقول أنها مقومات الصمود والثبات والحصانة للمجتمع، و بالتالي حينما جاءت حرب ال67 قاتلنا بجيش مهزوم المرأة المكسورة لاتنتج إلا جيل مكسور والمرأة الحرة الصلبة لاتنتج إلا جيل صلب وقوي ".
وتساءلت أبو بكر " هل رأيت أحدا من الرجال يدعو المرأة للمشاركة في المفاوضات ؟ وبالتالي يدعون النساء الفلسطينيات أن تقوم بتشكل صناعة للسلام ! فكيف ستشكل المرأة صناعة سلام وهي مستبعدة عنه. وفي الآونة الأخيرة توجهت لي مجموعة من النساء من اجل صناعة سلام مع نساء يهوديات، فقلت لهن كيف سأصنع ذلك والسلام ليس بداخلي " .
وتقول أبو بكر " أنا إنسانه فلسطينية تسكنها فلسطين بكل تفاصيلها، تحبها بجميع تفاصيلها، تخاف عليها كما تخاف على أبنائها، لا تفارقها فلسطين في أي سلوك تسلكه، لأنها تعشق فلسطين كما تعشق كل شيء تحبه في هذه الحياة، تنتصر لفلسطين، ولأهل فلسطين، وكل ذرة تراب في فلسطين أينما تكون، وكيف ما تكون سواء كنت في المجلس التشريعي أو لم أكن". وإن سألتني لماذا أقول لك أنا من الذين انعم الله عليهم و كنت ممن درس المرأة الفلسطينية، ورسالتي الدكتوراه هي" دور المرأة الفلسطينية في الحياة السياسية والاجتماعية "، وألقيت الضوء على المرأة الفلسطينية منذ عام 1894م وسجلت انتصارات المرأة الفلسطينية في كل مخططاتها التاريخية وكيف ناصرت القضية الفلسطينية وكانت داعمة للرجل في كل المحطات ".
وقالت: " سبق وان كنت في مواقع مهمة ومتقدمة، وكنت أيضا منتمية لفلسطين بكل سلوكياتي، لدي في هذه الحياة ثلاث بنات وولد واحد، لكنهم لايختلفون في حبي لهم عن أي طفل أو إنسان فلسطيني، اعمل ليس فقط من اجل أن تكون نجاة، ولكن اعمل من اجل أن يكون الآخرين، ويحيا الآخرين أتنازل عن ما لا استطيع الوصول إليه وأتذكر دائما قول الإمام الكبير وهو الأستاذ الذي دائما عندما تضيق الحياة بي الجأ لمقولاته "علي بن أبي طالب" كرم الله وجهه أنت غني بما تستطيع الاستغناء عنه)، و أنا دائما غنية بما استطيع الاستغناء عنه لأني اشعر أن الحياة لا تستحق كل الذي نرتكبه من مخالفات أومن فلتان من هنا أو من هناك ".
وأضافت " الحياة تستحق منا أن نكون أناس قادرين على صناعة الخير، وصناعة صفحة السلام لكل من يعيش على هذه الأرض لان الإنسان مستخلف، والاستخلاف يحتاج إلى أمانه، وبما أنني مؤتمنه أقول أنني يجب أن أكون في كل المجالات، وكل المواقع وقادرة على توصيل هذه الأمانة ".
وتابعت قائلة " أحمل على الصعيد العلمي درجة البكالوريوس في علم الاجتماع، والصحافة، واحمل الماجستير في التخطيط الاقتصادي، واحمل الدكتوراه في علم الاجتماع السياسي، أتطلع إلى دراسات أخرى، لكن من يعمل في المجلس التشريعي بإخلاص، لا يستطيع أن يدرس، و حينما انهي فترة التشريعي الحالية أتمنى أن أتقدم لدراسة رسالة أخرى في علم الإسلام حول علم الاجتماع الديني، و هذا موضوع من المواضيع الحقيقية التي أتمنى أن أتبحر فيها أكثر لأني اشعر أن الدين في بلادنا وفي الوطن العربي اخذ يستخدم فقط لتمرير مشاريع سياسية واخذ يستخدم فقط للتدمير ولتمرير بعض القضايا الخاطئة ".
وقالت مجتمعنا يزخر بالانحرافات الاجتماعية والانحرافات السياسية و انحرافات اقتصادية و دينية ، و مجمل هذه الانحرافات الآن تشكل نسيج سيء، ونسيج غير متماسك داخل المجتمع الفلسطيني وتبشرني وتضع أمام عيني ناقوس الخطر بان علينا جميعا أن نكون قادرين على صناعة حالة ثقافية متميزة تحديدا في فلسطين وان لم نقدر أن نصنعها حيث اشعر بالخطر ليس فقط على نجاة إنما أيضا على أبناء شعبي الفلسطيني هنا في فلسطين " .
ونوهت أبو بكر على أن: " فاقد الشيء لا يعطيه... كيف اصنع هذه الثقافة وهي ليست بداخلي ؟ ،أنا زرت إحدى الأخوات التي تسكن على حدود ال48 في قرى غرب جنين ، حيث كانت هي وزوجها تعمل في إحدى المستوطنات القريبة من مكان سكنهم ، وكانت حينما تذهب الأم الفلسطينية إلى العمل تقوم بإطعام وإرضاع الطفل اليهودي مع طفلها ، ومرت الأيام ودارت ، فمع بداية الانتفاضة وعندما كبر الطفلان جاء الأخ اليهودي ليعتقل أخاه الذي تربى معه وأكل وشرب ونام معه ! فقالت لي هذه ألام بأنها قالت للجندي الذي يريد اعتقال ابنها : " أنا ربيتك وأرضعتك وأطعمتك وغسلتك مثلك كمثل ابني هذا فكيف تقدم على هذا الأمر "
فقال لها : " أنا اعمل في مؤسسة عسكرية ولدي تعليمات صريحة وعلي أن أنفذها "
وقالت لي : " بأنه قام باعتقاله وعلامات الخجل والضعف بدت ملامحها على وجهه " .
بالتالي كيف نصنع السلام ونحن نفتقد له .
وفي نهاية الحوار وجهت النائبة رسالة لنساء فلسطين قالت فيها: " أقول للمرأة الفلسطينية أن عليها أن تنتصر لذاتها، وعليها أن تكون قادرة على صناعة قرارها و قادرة على محاصرة كل المخلفات التي تركها ويتركها الاحتلال الإسرائيلي بشكل يومي" وأقول لها ستبقي أنت الحاضنة الأولى لهذا المجتمع الذي يريد الجميع أن يكسره، لكن سنخرج من هذا المجتمع انتصار النساء ونخرج مجموعات ضاغطة على المجتمع و قادرات على أن ينتصرن لذاتهن ولأسرهن ومجتمعهن، لكن على المرأة الفلسطينية أن تحصن نفسها بالدرجة الأولى بالقيم وبالعمل والثقافات الدينية الحقيقية التي تخرج المجتمع الفلسطيني من حالة الانكسارات والانحرافات المتعددة والتي أدخلت على المجتمع وأقصت القيم الاجتماعية الحقيقية التي كان يتسلح بها المجتمع الفلسطيني " .
النائبة أبو بكر: دور المرأة الفلسطينية مكتوم وفاقد الشيء لا يعطيه