صوت فتح ـ بدت علامات التخبط والحالة الهستيرية تصيب القيادات الحمساوية المسيطرة علي غزة وذلك بفعل النجاحات المستمرة للإضرابات البالغة نسبتها 95% والتي جاءت استجابة لمطالب نادي بها الاتحاد العام للمعلمين، ونقابة الموظفين العموميين ، والنقابات المهنية الصحية لتلتحق بركب الإضرابات الجامعات الفلسطينية من بينهم الجامعة الحمساوية' الإسلامية' بإعلان الإضراب وإغلاق الأبواب أمام طلبتها اليوم.
وعلي الرغم من الممارسات التعسفية التي تمارسها عصابات حماس المجرمة من ضرب واهانة واعتقال واقتياد أطباء ومدرسين ومدراء مدارس إلي أماكن مجهولة في محاولات منها لكسر الإضرابات وإجبارهم العودة إلي أماكن عملهم، لا يزال معظمهم متواجد في أقبية التحقيق يتعرضون لأشد أنواع التعذيب.
مواطنون غزيون يرون أن هذه الإضرابات خطوة أكيدة وجريئة نحو العصيان المدني ويري 'أبو محمد 55 عاماً 'انه يجب معاملة حماس كما كنا نعامل إسرائيل في الانتفاضة الأولي، ولأن إسرائيل و حماس وجهان لعملة واحدة فأنا أؤيد الإضرابات بمجملها لأنها بداية لتحرير غزة كي تعود إلي أحضان الشرعية الفلسطينية، ويقول حماس لم تستطع سد العجز في الصحة كما استطاعت أن تسد العجز في التعليم باستعانتها بطلبة جامعيين لم ينتهوا من دراستهم الجامعية بعد ليقوموا بتدريس أطفالنا، ويتابع : لي ابن في الثانوية العامة استغربت من عودته من المدرسة مبكراً ، ليجيبني من يدرسني انا اكبر منه سناً!!!'.
متسائلاً: استعاضت حماس ببدائل المدرسين والمدراء بطلبة لم يتخرجوا بعد من جامعاتهم، فهل يعقل أن تستبدل أطباء أيضا لسد العجز في مستشفيات القطاع والتي تعاني الأمرين؟'.
أما الممرضة صباح نعيم الملتزمة بالإضراب الذي نادت به النقابات المهنية تقول .. نعم وألف نعم للإضراب لأن الحياة في غزة أصبحت لا تطاق الاعتقالات مستمرة والضرب والاهانة متواصل ، ولا يزال العديد من الأطباء حياتهم مجهولة معتقلين في سجن المشتل الحمساوي الإسرائيلي من بينهم الدكتور محمد نعمان أبو هربيد وحالته الصحية كانت متدهورة جدا ً عندما اعتقلته عصابات حماس ، متمنيةً أن يلتزم الموظفين بالإضراب وان يستمروا في إضرابهم ، معتبرةً أن هذا الإضراب سيخرجنا من الجحيم الذي غرقت به غزة منذ الرابع عشر من حزيران لعام 2007.
'الفجر قريب والنصر قادم' بهذه الكلمات تحدث لنا الطبيب 'محمد' طبيب باطني في مستشفي الشفاء الطبي ويقول: هذه الإضرابات هي نهاية ممارسات قمعية تعسفية بحق ابناء قطاع غزة لا سيما الأطباء والممرضين والمدرسين والمدراء الذين عانوا من سياسة الإقصاء الوظيفي والتنقلات التعسفية والفصل القصري ونحن هنا نستمر في إضرابنا لنقول في وجه من حرق غزة وقلبها إلي سجن كبير 'انتم علي أبواب عصيان مدني سيشل أهم قطاعات في غزة' ، ويجلس بجانب الطبيب محمد فني أشعة يقول : ليس لدي كلام لأقوله فاليوم لا مكان للكلام بل للأفعال السلمية القوية، ولننتظر شروق شمس هذا اليوم واسأل الله أن يكون شروقاً للنصر وللعزة ، فغزة هي قلب فلسطين النابض ، ومتى نفضت غزة عنها غبار الذل والاستبداد الحمساوي ستكون فلسطين بأحسن حال .
وتبعاً لتلك النجاحات والتي بدت تؤتي ثمارها في غزة أعلنت نقابتا المهن الصحية والوظيفة العمومية والاتحاد العام للمعلمين عن تمديد الإضراب لمدة أسبوع آخر، وقال بسام زكارنة نقيب الموظفين العموميين 'إن هذه الخطوة تأتي في ظل استمرار مليشيات حماس بقمع الموظفين العاملين في قطاعي الصحة والتعليم، والفصل التعسفي المبني على الانتماء السياسي والضرب والاعتقال بحق المضربين منهم'.
أما جميل شحادة أمين عام إتحاد المعلمين قال إن تزامن الإضراب مع بدء السنة الدراسية الجديدة كان نتيجة للممارسات التعسفية والظالمة من قبل ميليشيات حماس التي استهدفت الموظفين في قطاعي الصحة والتعليم، لافتا إلى انعدام القدرة على الاستمرار من قبل العاملين في ظل هذه الممارسات.
وأشاد شحادة بصمود أهالي القطاع أمام هذه الهجمة المجحفة من قمع وتعذيب واعتقال وفصل، مشيرا إلى الوحشية في التعامل من ضرب للعاملين في الشوارع ورشق لبيوتهم بالحجارة، عدا عن اقتياد المئات إلى ما يسمى بـ'المشتل' للتحقيق معهم
أسامة النجار رئيس اتحاد نقابات المهن الصحية، ذكر أن عناصر عصابات امن حماس كانت تعد خطة مسبقة لقمع أي مطالبة من قبل الموظفين، فبدأت بممارساتها غير المسبوقة وغير القانونية، مشيرا إلى أن التنفيذية استدعت 700 موظفا لمراجعتها، وأكد النجار أن الوضع الصحي في القطاع كارثي جدا وعلى وشك الانهيار إذا لم يتم التدخل السريع لحل الأزمة، موضحا أن حماس منعت الموظفين الحكوميين من التطوع في المؤسسات الصحية الخاصة.
نجاح العصيان المدني في غزة حتميا، فالمجتمع الغزي سيواصل لعب أوراقه في نفس الوقت، والظروف هي التي ستحدد ورقته الرابحة وما يحتاجه قطاع غزة فقط مسألة وقت فمهما طال أو قصر فهو آت لا ريب فيه