فضحت تقارير دولية محاولات حركة حماس وبعضا مما يستفيدون من فتاتها، للتشكيك في مصداقية ما نشرته صحيفة ‘الأهرام’ المصرية واسعة الانتشار، مؤخرا عن حجم المساعدات الإنسانية المصرية التي أدخلت إلي قطاع غزة والتي يقوم فيها عناصر وقيادات الحركة بسرقتها وتخزينها لمصالحهم الحزبية ولعناصرهم دون بقية المحتاجين لها بما في ذلك المساعدات التي ترسلها السلطة الوطنية الفلسطينية إلى غزة وتأثيرها في تخفيف معاناة الأهل في قطاع غزة، في وقت تبذل القاهرة جهودا مضنية لفتح معبر’ ناحال عوز’ شرق غزة الذي يستخدم لإدخال إمدادات الوقود من إسرائيل إلي القطاع.
ونقلت صحيفة الأهرام المصرية واسعة الانتشار، عن تقرير لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ‘الاونروا’ ومنظمة أوكسفام للإغاثة العالمية تأكيدهما أنه وان كانت مواد الإغاثة الإنسانية والدوائية والوقود التي تسمح إسرائيل بمرورها لا تلبي احتياجات قطاع غزة الفعلية في ضوء تقليص الأخيرة للكميات التي تسمح بمرورها منذ انقلاب حركة حماس علي القطاع، إلا انه لا توجد أزمة إنسانية حقيقية هناك في الوقت الراهن فيما يتعلق بالغذاء والوقود باستثناء البنزين والديزل اللازمين لتشغيل المركبات وبعض مولدات الكهرباء.
وجاء تقرير الأونروا ـ اوكسفام بهذه الصيغة اتساقا مع ما نشرته الأهرام في عددها الصادر الثلاثاء الماضي استنادا إلى الإحصاءات الدولية الواردة في هذا الشأن.
ولم يكتف التقرير بإثبات صحة ما أشارت إليه الأهرام بل ذهب إلى أبعد من ذلك حين كذب هذه الإدعاءات بالأرقام، مشيرا إلى أن المساعدات الإنسانية المقدمة من مصر والتي دخلت إلى القطاع عبر منفذ كرم أبو سالم خلال الأيام العشرة الأخيرة فقط ( من1 إلي 10 ابريل) قد بلغت59 شاحنة محملة بمواد الإغاثة من الأدوية والغذاء.
وكان رئيس إحدى الجمعيات في القطاع قد ذكر- في تصريحات صحفية- إنه يسير في شوارع غزة من دون أن يرى أثرا للمساعدات المصرية ولا لإمدادات الوقود التي تحدثت عنها الأهرام، غير أن تقرير الأونروا ـ اوكسفام قطع أي محاولة للتشكيك في مصداقية الأهرام والنيل من الجهود المصرية الضاغطة علي إسرائيل لإمداد قطاع غزة بالوقود، إذ أشار إلى أن إمدادات الوقود التي دخلت من إسرائيل إلى القطاع عبر منفذ ناحال عوز شرق الشجاعية خلال الأيام العشرة الأخيرة، قد بلغ3 ملايين لتر من الوقود الصناعي اللازم لتشغيل محطة كهرباء غزة، و1,8 مليون طن متري من غاز الطهي، و1,3 مليون متر من الديزل اللازم لتشغيل بعض المركبات ومولدات الكهرباء لبعض المستشفيات، بالإضافة إلى 170 ألف متر من البنزين ولم تقف المنظمات الدولية عند حد فضح إدعاءات رئيس جمعية أصحاب محطات الوقود في القطاع، بل ألقت الكرة في ملعبه حين حملت أصحاب محطات البنزين والديزل مسئولية تفاقم الأوضاع لرفضهم تسلم الكميات التي تسمح إسرائيل بمرورها نظرا لمحدوديتها.
ورأى مراقبون أن التهجم علي الأهرام هو مجرد محاولة يائسة للنيل من الدور التاريخي الذي لعبته مصر في دعم القضية الفلسطينية وقللوا من شأن مثل هذه العناصر المجهولة التي فشلت في الإساءة للدور الإقليمي المصري لحساب قوي إقليمية غير عربية, فلجأت إلى محاولة النيل من ‘الأهرام’.
وشكك المراقبون في دوافع هذه العناصر التي تحاول توتير العلاقات بين الفلسطينيين والمصريين في هذا الوقت العصيب الذي تمر به القضية الفلسطينية، مشيرين إلى أن الأسلوب الذي لجأت إليه للتشيك فيما نشرته الأهرام يفتقر إلي النزاهة إلى جانب أضراره بالمصالح العليا الفلسطينية.
وتساءلوا إذا كانت الإحصاءات التي نشرتها الأهرام كاذبة، فلماذا لم يرد هؤلاء بنشر الإحصاءات الصحيحة، بدلا من استخدام لغة أقل ما توصف به أنها سوقية.