الانقلابيون فى غزة ... إما تقدمون الدنية وإلا فإن رؤوسكم قد حان قطافها
كاتب الموضوع
رسالة
النسر الطائر مقدم
عدد الرسائل : 336 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 25/08/2008
موضوع: الانقلابيون فى غزة ... إما تقدمون الدنية وإلا فإن رؤوسكم قد حان قطافها السبت سبتمبر 13, 2008 2:35 am
اسم الكاتب : توفيق ابوخوصة الاستراتيجية التي لا تحمل في مضمونها بدائل تستخدم لانجازها في كل الظروف تعتبر استراتيجية قاصرة إن لم تكن فاشلة ... وهي بالتأكيد تريح الخصم وتفتح آفاق كثيرة أمامه لتحقيق أهدافه في مقابل صاحب الاستراتيجية التي لا تمتلك البدائل الأخرى....
من هنا فإن تداعيات الانقلاب الأسود في غزة يجب أن تخضع لهذا القياس البديهي في العلاقة لقائمة على الساحة الفسطينية ..إذ أن حركة الانقلاب تعتمد على تطبيق مبدأ الغاية تبرر الوسيلة .... وتتخذ من السلوك الإرهابي والقمعي والتكفيري والتخويني والقهري أساساً لعلاقتها مع الآخر الفلسطيني... وتمارس أبشع أشكال النفي والشطب والاقصاء والالغاء ..... عبر عملية شاملة للأحلال والاستبدال واستحداث أنماط وظيفية قائمة على فلسفة نحن اولياء الله في الأرض.... والحكومة الربانية والحكومة الرشيدة وغيرها من المفردات والمصطلحات التي تضفي على وجودها غير الشرعي حالة من القدسية والقداسة..... بل ويتمادى هؤلاء الانقلابيون في غيهم وضلالهم المحروس بفتاوى مشايخ الانقلاب الأسود وما أكثرهم بين الأسطل وأبو راس....
لدرجة تسويغ هذه الجريمة التكراء بكل تداعياتها باعتبار حركة الانقلاب الأسود قد مارست وتمارس حقها الطبيعي والمشروع في السطو على السلطة وتدمير المشروع الوطني الفلسطيني.... بل ويدعو هؤلاء الى المضي قدما والتسريع في عملية اسقاط السلطة الشرعية بأقرب وقت ممكن حتى تكتمل حلقات المخطط المأساوي... ويؤكدون ليل نهار على تحقيق هذا الهدف....
وأمام ما تقدم وهو غيض من فيض تستند الي استراتيجية واضحة وصريحة لدى حركة الانقلاب الدموي ورموزها في الداخل والخارج بأنها تريد الاستيلاء على السلطة الوطنية بكل مكوناتها والسيطرة الكاملة على م.ت.ف ....وقد كانت تجربة سقوط غزة... تجربة مغرية تثير الشهوة بل الشبق.... وجزء اساسي من استراتيجية حركة الانقلاب الدموي ينطلق من الرهان على اخلاقية الرئيس أبو مازن وحركة فتح ومدى الالتزام بحرمة وقدسية الحرم الفلسطيني والموقف المعلن لدى حركة فتح بعدم اللجوء الى القوة في مواجهة الانقلاب وتداعياته....
التمسك بخيار الحوار كخيار استراتيجي وحيد لمعالجة الاثار التدميرية لانقلاب حماس على السلطة والشرعية والوطن والقضية....
ولكن للأسف تم اغفال الكثير من الخيارات الأخرى للضغط على الانقلابيين ولجم جموحهم الهائل والذي يفتك بكل شيء مستندا الى القوة والقوة فقط.... وحتى نضع النقاط على الحروف فإن خيار الحوار مع كل ما يمثله من قوة منطقية وأخلاقية ووطنية فهو بحاجة الى إسناد مادي ومعنوي.... والا سوف يصبح شماعة ليس أكثر من القياس الوطني لعدم مواجهة الانقلاب الذي يسعى ليل نهار لتثبيت جذوره والامساك بكل منافذ الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للشعب الفلسطيني... لذلك فإن تصعيد النضال الشعبي والذهاب باتجاه فتح الملف القانوني للانقلاب والانقلابيين لا بد وأن يمثل روافع داعمة لخيار الحوار الوطني...
إن ما يراه الانقلابيون بأن ما حصل في غزة هو حق لهم وما يقومون به من بطش وإرهاب وإقصاء وإحلال أيضا هو حق اصيل لهم وعلى السلطة ان توفر كل الاحتياجات اللازمة لاستمرار الانقلاب كجزء من حقوقهم الثابتة ... ويمنع على السلطة الشرعية بحكم الأمر الواقع أن تتصرف أو تقرر في أي شيء يخص شؤون إمارة العظمى... وبكل حماقة وصلف وبمنهجية تدين وصول الأموال والمساعدات والدعم الموجه للسلطة الوطنية على اعتبار ان ثمنها الاستسلام وبيع القضية وتصفية الثوابت الوطنية وبلغة اخرى انها اموال (دايتون) ولكن مرحب بها ويسقط عنها شبهة التحريم والتخوين اذا ما وصلت اليهم وساعدت في تثبيت انقلابهم المشؤوم... لذلك فإن القاعدة التي تحكم سلوك وتفكير واداء الانقلابيين في غزة (ما لنا لنا وما لكم لنا ولكم) هذا مرحلياً الى ان يصلوا في مرحلة يرونها قريبة (ما لنا لنا وما لكم لنا ولنا فقط)وأنتم أمام خيارين... إما تقدمون الدنية وإلا فإن رؤوسكم قد حان قطافها... لذلك فإن الحديث عن مواجهة حركة الانقلاب فقط عبر محاولة جرهم الى حوار وطني لا يريدونه ولا يرغبون به بعد أن تمرغوا في نعم السلطة واملواكب والانفاق وسرقة الادوية والأرزاق والسطو على الحرمات والمحرمات... وذهاب بعضهم إلى أبعد مدى وتصور ان قطاع غزة المرتهن بات يمثل جوهرة الاسلام السياسي ونقطة انطلاق بناء الخلافة الاممية لجماعة الإخوان المسلمين ومن اجل هذا الهدف هم جاهزون لارتكاب كل الموبقات والكبائر التي يحللها مشايخ الشيطنة في المشيخة الوهم....
الانقلابيون فى غزة ... إما تقدمون الدنية وإلا فإن رؤوسكم قد حان قطافها