رسالة مواطن غزاوي الى الاجهزة الامنية الباسلة في الضفة الغربية
كاتب الموضوع
رسالة
النسر الطائر مقدم
عدد الرسائل : 336 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 25/08/2008
موضوع: رسالة مواطن غزاوي الى الاجهزة الامنية الباسلة في الضفة الغربية السبت سبتمبر 13, 2008 4:24 am
أجهزتنا الأمنية في الضفة الغربية...يا أهلنا و يا ربعنا و يا أحبائنا...انتبهوا فلا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين ..بينما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يستعرض أسرى بدر ، بعد أن طُلب من أقربائهم أن يفادوهم ، وإذ برجل يدعى أبو عزة قال له : يا محمد لا يوجد لي أبناء أو أحد يفاديني ، و لكن أعاهدك أن لا أعود لمقاتلك أبداً ، فأطلقه الرسول الكريم ، إلا أنه رآه مرة أخرى في أسرى أحد ، فعاود مرة أخرى يقول للمصطفى أعاهدك أن لا أقاتلك ، فقال الرسول صلى الله عليه و سلم : (( لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ثم أمر بقتله .. ))
و ها نقول هذه العبارة التي تحمل في طياتها استخلاص العبر ، و نرددها لأجهزتنا الأمنية في ضفتنا الحبيبة ، لقد عم التهاون في قطاع غزة قبل الانقلاب الأسود ، و تم التعامل مع الجميع بناء على معايير إنسانية بحتة ، إلا أن هناك فئة استغلت هذا التهاون وهذه المعاملة وهذه السماحة فانقضت على الشرعية و الأجهزة الأمنية ، و عاثت في الأرض فساداً وتدميرا ، فقتلت ما قتلت و بترت أطراف من بترت ، و تفوقت في العنجهية و أساليب الترويع على العدو الصهيوني ، لتثبت لأسيادها جديتها في تنفيذ الأوامر و التعليمات بكل دقة ومصداقية و على حساب كل شيء .
و من هنا فإننا نشد على أيديكم أخوتنا في أجهزة الأمن الفلسطينية بالضفة الغربية ، فلا بد من أن يكون التعامل وفقاً للقانون ، و أي تجاوز في هذا الشأن يعتبر تجاوزاً خطيراً غير محمود العقبى ، لا يأخذكم بذلك رأفة أبداً ، و لتكونوا على بينة أن هذه الفئة و أمثالها تتخفى و تتستر خلف عباءة الدين الواسعة الفضفاضة ، لخداع عاطفة الناس و الوصول إلى الأهداف السوداء المأجورة ، التي تسعى جاهدة لتحقيقها و انجازها ، فالمساجد بحاجة لمتابعة لأنها هي البؤرة الأولى التي ينطلقون من خلالها و يمارسون بها كل ما يغضب وجه الله تعالى ، فهي في عرفتهم ليس بيوت للعبادة و توحيد الله سبحانه و تعالى ، بل هي بؤر للتآمر و حياكة المؤامرات لأبناء شعبنا المناضل البطل ، ولا بد من انتقاء الأئمة من الذين يخشون الله ويعرفون قدره ، ومشهود لهم بالتقوى والإيمان ، فلن تأخذكم بالمارقين و الخارجين عن القانون رأفة أبداً ، ليبقى وطناً نظيفاً من الأيادي الغريبة المدسوسة العابثة بمقدرات الشعب و إرثه ، و ليعلم الجميع أن اللسان يعطي من طرفه حلاوة ، و هو طيع كيفما شاء صاحبه يحركه في الخير و الشر و كل ما يريد ، و لكن يبقى عليكم الحنكة و الحكمة في التقصي و المتابعة و فضح الممارسات السوداء أول بأول ، خوفاً من تفاقمها و تعاظمها كما حدث في قطاع غزة ، حيث استباحوا كل شيء و استغلوا كل فرصة في تكوين أنفسهم ، و ترعرعوا في جحورهم ليكونوا قوة تقدر النفاذ حيث الهدف المنشود لهم ، فقد استغلوا كل شيء ، و لم يثنيهم عن ذلك لا محرمات و لا خطوط حمراء و لا أي حواجز و حدود ، لأن غايتهم تبرر الوسيلة ، فعليهم ألقيت أهداف لا بد من تطبيقها وتحقيقها على أرض الواقع مهما كانت النتائج و مهما كلف الأمر ..
عليكم بمن ينفذون من خلال الخطب الدينية ، التي تستغل كلمات الحق ويُراد بها باطل ، فإن شعبنا مازال يعتمد على العاطفة خاصة الدينية ، وهم يدركون ذلك لذا فإنهم يركزون على هذه الجوانب من خلال الترغيب و الترهيب ، و الإكثار من الآيات القرآنية التي تحث الإنسان على الالتزام بالجماعة ، فيد الله مع الجماعة ، و لكن لنعي أن المقصود بهذه الجماعة ليست جماعة المارقين القتلة الدمويين الانقلابيين ، إنما هي جماعات المسلمين الذين يأخذون من الكتاب و السنة منهاج عبادة و حياة ، و يرغبون في الآخرة حباً لله و طمعاً في جنته و ثوابه و النجاة من عذابه ، و إن كل ما يساق من هذه الزمرة الحاقدة التي تبدي مالا تكتم لا يمت للإسلام و لا لسماحته بمقدار قلامة ظفر أبداً ، بل هو بعيد عن الإسلام بعد المشرق عن المغرب ..
فالحرص أجهزتنا الأمنية و عدم إهمال أي أمر مهما صغر حجمه ، لأنهم ينفذون من الجحور و الشقوق و الثقوب ، لأنهم يرجعون إلى أصولهم ، و إذا خرجوا منها فإنهم يعيثوا كل فساد في الأرض و كل تدمير لكل شيء ، فلا تعجبكم صورهم و لا مناظرهم و لا كلامهم المعسول ، ولا أيمانهم التي تصرف دون عدد أو حساب ، ثقوا تماماً أنهم مثل الحرباءة يتأقلمون مع كل الألوان لينفذوا مآربهم ، و ينتهجون نهج النساء في البكاء و الشكوى و كثر الكلام و العبارات ، و لكن هذا كله هراء و أسلوب مبتذل و فارغ و لا قيمة له أبداً ..
عليكم بالمؤسسات التابعة لهذه الفئات ، حيث يتخذون يافطات إسلامية و عناوين دينية لتمرير أهدافهم ، بحجة تقديم المساعدات و العون ، فلتكن المراقبة و المتابعة و المحاسبة على الصغيرة قبل الكبيرة ، لأن الجبل العظيم يتكون من حجارة صغيرة دقيقة ، فتراكم الأمور يجعلها تصل لدرجة غاية في الصعوبة إذا ما شكلت عقبة وعثرة ، و هي دائماً ساعية لذلك ، لأنها في الحقيقة لا تقدم الخدمة إلا لنفسها فقط ، و تريد مقابل لكل شيء ولو على حساب الكرامة و الوطن و الدين و كل المحرمات ,,
أينما كانت هذه الفئة المارقة التي تدعي الإسلام تكمن الفتنة ، و يترعرع الكذب و الدجل و الخروج على حدود الله تعالى ، أينما نمت هذه الحثالة فإنما تنمو الضغينة و الفرقة و تفتيت النسيج الوطني ، أينما حلت هذه العصابات فإنما يحل معها الموت و الدمار و الخراب ، فلتكن العين الساهرة مراقبة و متابعة لكافة التحركات ، و لا تغفل عنهم لحظة واحدة ، و الضرب على رؤوسهم لأنها رؤوس الأفعى و الموجه لهذه الزمرة المارقة ، و الفئة الحاقدة و ذلك كي لا تتكرر المأساة ، و كي لا نُلدغ من الجحر مرتين كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فليس العيب أن يخطئ الإنسان ، و لكن العيب وكل العيب أن يتسمر في الخطأ ..
فلتكن الصحوة يا أهلنا في الضفة الغربية ، فلتمدوا أياديكم الطاهرة الندية لمساندة و مساعدة أجهزة الأمن ، التي تصل النهار بالليل للحفاظ على الأمن و الأمان ، و تهيئة المناخات المناسبة لتحقيق الأهداف و الأماني و الأحلام ، فكلنا لهذا الوطن و لخدمته و لتقدمه و لرفعته ، فلن نسمح للأيادي السوداء أن تمتد لتعيث الفساد في الجسد الوطني لإضعاف الصرح التلاحمي الواحد ، لأن مكان هؤلاء ليس بيننا و عار أن ينتسبوا لهذا الشعب البطل ، الذي لا يعرف إلا السماحة و المحبة و الإخاء ، و لنعلم جيدا أن مخطط هذه الفئة و العصابات السوداء الامتداد و النفاذ للضفة المحتلة ، لتفي بالوعود والعهود التي قطعتها على أنفسها للعدو الصهيوني ، كي تؤمِّن حدوده كما تفعل في غزة ، على حساب المقاومة و على حساب كل شيء ، حتى على حساب دماء الشهداء و جهد المعتقلين و صبرهم و تحديهم ، فلنكن على قدر الثقة التي أولانا إياها الأكرم منا جميعاً ، فهم سبقونا و دفعوا دمائهم من أجل الحرية و التحرر و إعلاء كلمات الله ، و رفع الظلم عن المقدسات و أرض الأنبياء ، فالمزيد المزيد من الوعي و الانتباه لهذه الفئة الخارجة عن القانون ، التي ارتمت في أحضان أعداء الأمة و العروبة و الإسلام ، و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
رسالة مواطن غزاوي الى الاجهزة الامنية الباسلة في الضفة الغربية