عدد الرسائل : 336 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 25/08/2008
موضوع: لقاءات حماس مع إسرائيل متواصلة الإثنين سبتمبر 15, 2008 6:31 pm
في مصادفة محسوبة على ما يبدو مع تاريخ توقيع ' اتفاق أوسلو ' ،كشفت إسرائيل عن عقد سلسلة لقاءات بين احد الشخصيات الإسرائيلية ( اسحق ليفنى ) والمقربة من اولمرت رئيس الوزراء ، و شخصيات قيادية من حركة حماس او في اطارها الفكري والسياسي، منها نائب رئيس الوزراء السابق د.ناصر الدين الشاعر و د . على السرطاوى .
اللقاءات الأخيرة هي جزء من مسلسل لم يتوقف ، بين الطرفين بشكل مباشر عبر مسميات مختلفة ،وفي اماكن مختلفة داخل الوطن وخارجه، وسبق قيام حماس بانقلابها الحزيرانى الأسود ، الذي ساهم بتقديم ' خدمة إستراتيجية ' للمشروع الاسرائيلى .
و بعيدا عن كل ما بيانات النفي التي ستتوالى من قادة حماس وناطيقها وحملة الاتهامات المتوقعة ضد الاخرين ، و مهاجمة كل من يشير إلى هذا ' المسلسل ' السري من اللقاءات ، و الادعاء الكاذب بالطهر و ' الملائكية ' فإن تاريخ القاءات وكشف بعضها والباسها ثوب البعد البحثي الاكاديمي ،اسطع من أقوال النفي الفارغة ... و للتذكير فإن لقاءات عدة تمت بين شخصيات حمساوية عبر بلديات في ' الضفة ' مع عديد المسؤوليين الأمنيين و العسكريين الإسرائيلية ، تحت ' ذرائع ' عدة ، فيما كان د . أحمد يوسف يتحاور مع شخصيات يهودية حول وثيقة ' التقاسم الوظيفي المعاصر ' بين حماس و إسرائيل و لقاء شخصيات حمساوية ' معتدلة ' زارت وزارة الدفاع و التقت هناك قبل حدوث الانقلاب ، و الأسماء معروفة جيدا ، و نشرتها في حينه عديد وسائل الإعلام .
و سلسلة اللقاءات الجديدة ، التى تجرى في الضفة الغربية تأتى في سياق البحث عن التواصل من اجل إحياء جوهر وثيقة د . احمد يوسف الشهيرة ، و التى موضوعيا تؤدى إلى قيام ' دولة مؤقتة ' مقابل هدنة طويلة تمتد عشرات السنين ، و هو المشروع الذي سبق أن تقدم به شارون بصيغة آخري ، مستندا إلى مشروع شمعون بيريز الذي يعطى لغزة استقلالا كاملا ، و للضفة تقاسما خاصا .
و اليوم و في ظل ' الأزمة السياسية ' الحادة في المفاوضات و عدم قبول الشرعية الفلسطينية مشروع ' الدولة المؤقتة ' و ' التقاسم الوظيفي ' فإن حماس التى قدمت رؤياها السياسية تلك ، تبدو هي الأقرب للقيام بذلك ، و اللقاءات التى كشفوا عنها ليست كل الحقيقة حيث تجرى اتصالات من نوع آخر ، و بشكل آخر ووساطات آخري ، تتوازي مع نشاط حماس الجديد تجاه 'تجديد'علاقتها بألاردن و التواصل مع قطر و تركيا ، في ظل التقدم الذي يحققه المسار السوري .
إن اللقاءات و الاتصالات الحمساوية ـ الإسرائيلية ، هي جزء من ' المشروع البديل ' سياسة و تمثيلا ، الذي يسعى إليه البعض للخلاص ' التاريخي ' من منظمة التحرير و مشروعها الوطني الاستقلالي نحو إقامة الدولة الوطنية الفلسطينية و عاصمتها القدس الشرقية ( الشريف ) ومراقبة بعض التطورات و وضعها في سياق حركة الأحداث ، تساهم في إعطاء الضوء الذي يكشف ظلام الصورة ...فقصفقة 'التهدئة'هي بعض من ذلك .
وتصريحات خالد مشعل الآن و من دمشق بالتشكيك في شرعية الرئيس بعد 9 يناير و إسقاط الشرعية عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، والتي تأتى بعد تصريحات يوفال ديسكن رئيس المخابرات الاسرائيلية ،والتى تشكك ايضا في شرعية أبو مازن بعد 9 يناير ،رغم النص القانوني الصريح في قانوان الانتخابات..
الترابط بينهما ليس هدفه لا الكلام ولا الزمان بل رسالة من نوع خاص .. ولازال في جيوب ( حماس و إسرائيل ) بعضا من الأسرار، قد تكشف عنه قادم الأيام.. و ربما تبدأ بإطلاق سراح نواب حماس قبل نهاية العام ... حسن عصفور