توصل المركز الفلسطيني للحقوق الانسان الي معلومات تشير الي قيام عناصر كتائب القسام والقوة التنفيذية بإعدام اربعة من افراد وظباط الأمن الوطني على الأقل ، بعد انتهاء الأعمال القتالية التي دارت بين الجهتين في موقع الامن الوطني ( الادارة المدنية سابقاً ) الواقع شرق مخيم جباليا يوم 12 يونيو 2007 م . فقد حصل المركز على افادة تؤكد قيام عناصر مسلحة من حركة حماس في حوالي الساعة 6:20 من مساء يوم الثلاثاء 12 يونيو 2007 م بانزال جابر ابو الجديان من الجيب بالقرب من منطقة عسلية في مخيم جباليا واطلاق النار عليه بكثافة عالية مما أدى الي مقتله على الفور . كما حصل المركز على ثلاث افادات تؤكد اقتراف مسلحي حماس جريمة اعدام الضابط في الأمن الوطتي منذر كلاب بعد السيطرة على موقع الأمن الوطني . ففي واحدة من الافادات ، أكد شاهد عيان أن أفراد كتائب القسام أطلقوا النار على كلاب مرتين داخل مقر الأمن الوطني في شارع صلاح الدين بعد إنتهاء العمليات القتالية . وأنهم اصطحبوه معهم الي داخل احدى البنايات. وتشير هذه الإفادة الي احتمال اعدام الكفارنة خاصة انه وجد مقتولاً بالرصاص في وقت لاحق وفي افادة أخرى من شاهد عيان آخر أكد ان مسلحين من كتائب القسام أطلقت النيران على ساقي الظابط كلاب بعد طرحه أرضاً وتركه ينزف مدة 10 دقائق ومن ثم اقتادوه بسيارتهم الي جهة مجهولة . وفي افادة ثالثة ، أكد شاهد عيان آخر ، أن جيب تابع للقوة التنفيذية ألقى يستة من افراد الأمن الوطني بينهم الضابط كلاب ، أمام مستشفى العودة في جباليا وهم مصابين وأطلق المسلحون النيران على أرجل افراد الأمن الوطني بغزارة ، وتركوهم . وأضاف الشاهد ان الضابط كان في وضع خطر للغاية حيث نقله الشاهد بسيارة اسعاف الي مستشفى القدس التي توفى فيها إثر وصوله . وحصل المركز على إفادة من شاهد عيان آخر , من داخل موقع الأمن الوطني تؤكد إطلاق النار على الجندي يوسف مهدي داخل مقر الأمن الوطني من قبل افراد القوة التنفيذية بعد استسلامه.
إفادة شهود العيان حول ظروف مقتل جابر أبو الجديان
في حوالي الساعة 6:20 من مساء يوم الثلاثاء 12 يونيو 2007 كنت جالساً امام منزلي الواقع في منطقة عسلية شرق مخيم جباليا ، عندما كانت تدور اشتباكات مسلحة بين كتائب القسام والامن الوطني في موقع الأمن الوطني ( الادارة المدنية سابقاً ). في تلك الاثناء شاهدت سيارة جيب ماغنوم خضراء اللون على بعد نحو 70 متر من شارع السكة من الناحية الشرقية ، مقابل منزلي تماماً وكانت المسافة بينها وبيني قرابة 150 متر . شاهدت أربعة مسلحين ، منهم ثلاثة ملثمين يترجلون من السيارة وينزلون شاباً معهم في خلفية السيارة ، كان يرتدي بنطال جينز وقميص رمادي ، ويبدو عليه صغر السن ، ويشهرون اسلحتهم باتجاهه . أجبر المسلحون الشاب على الانبطاح أرضاً ، وكانوا يصرخون ، ومن ثم بدأوا بإطلاق النار نحو بغزارة من مسافة قريبة جداً ، حتى شاهدت الغبار يتطاير من حوله بعد ذلك استقلوا سيارتهم وصاروا يهللون ويكبرون بكلمات كـ ( قسام .. قسام .. الله أكبر .. الله أكبر ) . إنطلقت السيارة باتجاه الجنوب عبر شارع السكة باتجاه الادارة المدنية . في تلك الاثناء تجمهر عدد من المواطنين وبدات النساء بالصراخ وعندها توجهت الي مكان الحادث مباشرة ولدى وصولي وجدت الشاب ممدداً على الأرض وينزف من جميع أنحاء جسمه , خصوصاً الصدر والأطراف السفلى . قمت بوضع يدي على عنقه ، فلم أجد نبض فيها . نقلناه بواسطة سيارة مدنية الي المستشفى ، حيث تعرف عليه عدد من الشبان وقالوا أنه جابر أبو الجديان وبالفعل بعد وصوله الي المستشفى تأكد أنه جابر أبو الجديان بعدما تعرفت عليه عائلته حسبما سمعت من الجيران .
إفادة من أحد افراد الامن الوطني تؤكد أطلاق النار على الضابط كلاب داخل مقر الأمن الوطني بعد إنتهاء الاعمال القتالية .
غي حوالي الساعة 1:15 من يوم 12 يونيو كنت على رأس عملي في الكتيبة الاولي ( الادارة المدنية ) عندما بدأ إطلاق النار وقذائف الهاون تنهمر على موقعنا من ثلاث محاور . شاهدت قذيفة تسقط من البوابة الشرقية مما أدت الي اصابة ستة من أفراد الأمن الوطني ….. بعد سقوك تلة الكاشف في ساعات العصر أصبح موقع الكتيبة ساقط عسكرياً ومحاصر من جميع الاتجاهات . أصبت في فخدي الايسر نتيجة قنبلة وقعت بالقرب مني ، كما شاهدت الرائد جهاد عاشور مصاب بجراح خطيرة . تم اسعافنا من من قبل السرية الطبية . في حوالي الساعة 6:20 مساء شاهدت أعداد كبيرة من مسلحي حماس يلقون بقائد الكتيبة الرائد منذر كلاب على الأرض بعدما صادروا السلاح منه وتركوه حيث دخل عندنا في غرفة الحملة ( منطقة السيارات ) . كانت هذه المنطقة تحت سيطرة كتائب القسام .دخل علينا مسلحين وسألوا عن قائد الكتيبة منذر ، عرفت أنهم لا يعرفونه . دخل ملثمون آخرون وسحبه أحدهم من بيننا ودفعوه على الأرض . حضر مسلحون آخرون ملقمون وأطلقوا النار عليه بشكل آلي على قدميه ، وتركوه ينزف لمدة 10 دقائق . بعد ذلك حمله مسلحون داخل جيب ماغنوم الي جهة مجهولة …
وحصل المركز من شاهد عيان آخر على أفادة تؤكد اطلاق النار على الضابط كلاب وخمسة من رفاقه داخل مستشفى العودة في جباليا بعد اصابتهم .
…. أكثر المناظر بشاعة هو ما قام به عدد من المسلحين عندما أحضروا ستة مصابين من أفراد الأمن الوطني بينهم الضابط منذر كلاب بواسطة سيارة جيب زرقاء اللون عليها شعار القوة التنفيذية . وعلى نحو 120 متر من باب الاستقبال في مستشفى العودة أنزلوهم بالقرب من جدار وهم ينزفون واطلقوا النار على أرجلهم أمام جميع العاملين في المستشفى والمواطنين . وكان أخطر تلك الحالات منذر كلاب الذي اطلقوا النار على ساقيه عدة اعيرة نارية وكان ينزف بشكل حاد وقمنا على الفور بنقلهم الي قسم الاستقبال , ونظرا ً لخطورة حالة الضابط كلاب تم تحويله الي مستشفى القدس حيث قمت أنا بمرافقته في سيارة الاسعاف وكانت حالته تزداد سوءاً خلال نقله الي مستشفى ، حيث توقف القلب مرة واحدة وأجريت له عملية انعاش في الاسعاف حيث تمكنا من نقله الي مستشفى القدس الساعه 9:20 مساءً . علمت أنه فارق الحياة فيما بعد متأثراً بجراحه .
المصدر:
تقرير المركز الفلسطيني لحقوق الانسان “صفحات سوداء في غياب العداله