عدد الرسائل : 336 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 25/08/2008
موضوع: نبيل عمرو يكشف غضب العرب من الانقسام الداخلي الخميس سبتمبر 11, 2008 3:56 am
كشف السفير الفلسطيني في مصر نبيل عمرو وقائع الجلسة المغلقة التي جمعت الرئيس محمود عباس (أبو مازن) بوزراء الخارجية العرب في اجتماع مجلس الجامعة العربية الاثنين الماضي في القاهرة.
وقال عمرو إن الحديث عن الانقسام الداخلي كان مسيطراً على تساؤلات من تحدثوا «بقسوة»، محملين الفلسطينيين جميعاً وباتجاهاتهم المختلفة مسؤولية تدهور القضية الفلسطينية على الصعيد الإقليمي والدولي. لكنه نفى أن يكون الوزراء العرب حملوا عباس مسؤولية هذا الانقسام، وقال: «على العكس هم أشادوا بمبادرته وبمواقفه الإيجابية الداعمة لجهود الحوار من أجل إنجاحه»، مضيفاً: «في حال لم تتوج جلسات الحوار باتفاق يحل الأزمة الحالية، فإنهم (الوزراء العرب) سيجتمعون لتقويم الموقف واتخاذ قرارات وإعلان الجهة التي حالت من دون التوصل إلى اتفاق ومعاقبتها».
وأوضح عمرولجريدة'الحياة'اللندنية أن الوزراء العرب وجهوا أسئلة الى عباس كانت تبدو في بعض الأحيان «محرجة»، فتساؤلاتهم عن موضوع المفاوضات مع إسرائيل «كانت استفهامية» وتتناول جدواها طالما ليست لها نتائج والاستيطان مستمر، معتبراً أن «أجوبة أبو مازن وضعت النقاط على الحروف... قال لهم إن المفاوضات لا تغطي الاستيطان لكنها تتيح لنا إمكان الاشتباك السياسي مع الإسرائيليين، ويجب ألا نغادر طاولة المفاوضات، وهذا قرار نهائي».
وعن كيفية حصول عباس على دعم عربي باستمرار المفاوضات في ظل هذا الموقف، أجاب عمرو: «قال لهم إن مغادرته مائدة المفاوضات لها ثمن باهظ، ونحن (الفلسطينيين) لسنا مستعدين لدفع هذا الثمن»، موضحا أن المفاوضات «لا تقتصر فقط على قضايا الحل النهائي بل مرتبطة بقرارات إسرائيلية تتعلق بمعيشة الفلسطينيين... أبو مازن قال لهم: لو أزلنا حاجزاً فهذا انجاز، ولو تمكنا من الحصول على هويات للعالقين داخل الوطن فهذا انجاز، بالإضافة إلى الأمور التي تتعلق بحركة المواطنين على الجسور وحركة البضائع عبر القطاع».
ولفت عمرو إلى أن عباس «ما كاد ينتهي من هذا العرض عن ضرورة المفاوضات لتخفيف هموم الفلسطينيين وأوضاعهم حتى حصل على دعم عربي قوي لموقفه في المفاوضات القائم على عدم تجزئة القضايا أو تأجيلها، بمعنى إما اتفاق يحل جميع القضايا أو لا اتفاق على الإطلاق».
ولفت عمرو إلى أن مسألة الرئاسة طُرحت خلال الاجتماع، اذ سُئل عباس عن الأوضاع بعد التاسع من كانون الثاني (يناير)، فأجابهم أن «لديه موقفين، الأول قانوني وسيترك الأمر فيه للدستور والتفسير القانوني لوضع الرئاسة، وهناك الموقف السياسي الذي سيظل يطالب بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة لإيجاد مخرج للأزمة الراهنة». وأوضح أن «جميع الزعماء العرب الذين التقاهم أبو مازن أخيراً، طلبوا منه الاستمرار في موقعه وعدم الخوض في هذه المسألة لأن الوضع الفلسطيني مضطرب ولا يحتمل المزيد من المفاجآت».
وعلى صعيد المؤتمر السادس لحركة «فتح»، نقل عمرو عن عباس قوله: «اذا لم يعقد هذا المؤتمر قبل نهاية العام، فإن فتح ستنتهي». وشدد عمرو على ضرورة عقد المؤتمر، معتبراً أن «ذلك أصبح حتمياً»، مرجحاً عقده في مدينة أريحا.
وعن الأصوات التي تتحفظ عن عقد المؤتمر داخل الوطن لأسباب عدة من بينها عدم إمكان مشاركة الجميع والمخاوف التي أثيرت من تدخلات إسرائيلية، إذ سيعقد تحت سمع الإسرائيليين ونظرهم، أجاب عمرو: «لن نقبل بعقد المؤتمر على أرض الوطن قبل أن نحصل على ضمانات أكيدة بمشاركة جميع أعضاء المؤتمر، وسنتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل على ذلك... وسنضمن دخول الجميع إلى أراضي السلطة».
وأوضح عمرو أن الخلاف الدائر حالياً هو عن مكان انعقاد المؤتمر، وقال: «هذا الأمر يجب أن يحسم سريعاً، لا أحد يحترمنا إذا ما قررنا عقد المؤتمر خارج الوطن، ثم إنني أشك في وجود دولة عربية تقبل استضافة مؤتمر الحركة». وتابع: «الجميع يريد أن يرى فتح تستعيد مكانتها على أرضها وليس في المنفى».
وعن التحديات التي تواجه عقد المؤتمر، قال: «العضوية في المؤتمر... جميع الفائزين في الانتخابات الداخلية أعضاء في المؤتمر، بالإضافة إلى ضرورة حسم الموقف السياسي ووضع برنامج سياسي جديد، ثم حسم النظام والشأن الداخلي حيث يراعي المتغيرات الهائلة التي جرت والتي تؤثر في وضع الحركة».
وشدد على ضرورة «انتخاب جميع الأطر الفتحاوية بلا استثناء وألا يكون هناك استكمال للإطارات»، لافتا إلى أن اللجنة المركزية يجب أن تنتخب بالكامل بالاقتراع المباشر، وكذلك المجلس الثوري.